آخر تحديث :الثلاثاء-04 نوفمبر 2025-02:23ص

لعنة المحاصصة!

الجمعة - 08 مارس 2024 - الساعة 11:13 ص
مطيع بامزاحم

بقلم: مطيع بامزاحم
- ارشيف الكاتب


اخطر ما في المحاصصة عند التعينات في مناصب السلطة التنفيذية المختلفة، هو الاختيار على أسس بعيدة كل البعد عن مبدأ الكفاءة والأهلية التامة لتولي هذا المنصب أو ذاك، وما نراه اليوم من تخبط فاضح، وفساد وقح، وفشل ذريع، لوزراء ووكلاء ومحافظين ومدراء عموم مكاتب وهيئات ومؤسسات وغيرها، راجع بالدرجة الأولى إلى تغليب مبدأ الولاء والتبعية على مبدأ الكفاءة والاستقلالية عند الاختيار والتكليف والتعيين، في سابقة شنيعة تخالف كل القوانين والأنظمة، وتخالف حتى تلك الأعراف القبلية والأمثلة والمقولات الشعبية التي تؤكد دائما على "وضع المسؤول المناسب في المكان المناسب"، وتصر دوما على "إعطاء الخبز لخبازه ولو احرق نصفه"!.

هذا الأمر يثبت أن الأحزاب والمكونات التي لها نصيب في كعكة السلطة ومناصبها، لا تفكر في مصلحة الناس، ولا في نهضة البلد وإصلاح أوضاعه، ورفع مستوى مواطنيه وحماية وتحسين وتطوير حاضرهم وتأمين وصناعة مستقبلهم، وإلا لكانت اختارت المسؤول المناسب والمؤهل، والذي يَملُ كرسيه ومكانة كما يقال في لهجتنا العامية، على الأقل من أجل تسجيل حضور قوي لها، وتحقيق نجاحات وإنجازات حقيقية في المناصب التي أسندت إليها، لكسب مزيد من الشعبية والتأييد لمشروعهم السياسي والفكري وبرنامجهم الاقتصادي والاجتماعي والتنموي إن وجدا!.

تفحصوا جميع أسماء المسؤولين من أكبرهم إلى أصغرهم، سواء من وصلوا الى الكرسي عبر المحاصصة، أو من جاءوا عن طريق الصدفة والحظ، أو كانوا واجهة لهوامير الفساد وقراصنة الافساد، وستجدون أنهم غير مؤهلين البتة لما أسند إليهم، لذلك ضيعت الأمانة، واصبحنا نرى بوضوح كل هذا الفساد والتراجع والعبث المنظم بحاضر ومستقبل هذا الوطن والمواطن، فتتحول المحاصصة في مثل الحال الذي نعيشه الآن، إلى لعنة وكارثة ومأساة ترجع البلاد والعباد مئات السنين إلى الوراء، وتجعلنا نتمنى عودة التجربة الديمقراطية على علاتها، وأجواء الانتخابات وصناديق الاقتراع، ليحدث على الأقل تنافس شكلي، وليعرف كل عنصر في عصابة كل دكان من دكاكين الاسترزاق الحزبي والمكونات والمدني والعسكري والقبلي موقعهم الصحيح وحجمهم الحقيقي!.

اللهم ولي علينا خيارنا .. واصرف عنا شرارنا،،