آخر تحديث :الأحد-07 سبتمبر 2025-02:41ص

مُربيُ الأجيال..لماذا أوصلتموهم لهذا الحال...؟

السبت - 01 يونيو 2024 - الساعة 02:35 م
عماد الزبيدي

بقلم: عماد الزبيدي
- ارشيف الكاتب


في مقالي السابق "الشعب المكافح رغم قساوة الحياة" قمتُ بإرسال المقال لإحد الاساتذة الأفاضل، فقال لي: تتكلمون عن بعض القضايا، ونحن الموظفون لماذا لأحد يذكرنا أو يتكلم عن معاناتنا، فذكرت له بأننا سنكتب ونقف مع كل مؤظفي الدولة الذين لاينالون حقوقهم

التعليم هو أسأس نهضة البلدان وتنميتها ولايمكن لأي بلدٍ حول العالم أن يتقدم خطوةٌ واحدة، والتعليم لايحظى بدعم من الدولة، فأين بلادنا من التعليم ومن حقوق المعلمين
نقولها وبكل أسف والله، أنكم أضعتم كرامة المعلمين ولم يعد للمعلم قيمة لديكم، هنا لاأتحدث بشكلٍ شخصي ماأقصده هو ضياع كرامة المعلم من قبل الجانب الحكومي أي انها لاتحرص وليس ضمن خططها أن تدعم معلميها

عندما تتحدث مع الأجيال الماضية عن أهمية العلم والمُعلم كان أول مايتحدث معك عن المعلم ودوره يحدثونك عن قوة وأهمية التعلم آنذاك ودائماً مايقولون: كنا نخاف من معلمينا حتى ونحن بالسوق، لو رأيناهم نختبى خوفاً منهم، حتى ان البعض يخاف من المعلم أكثر مما يخاف من والده

كانت تلك الأجيال قديماً تهاب المعلم لانه كان مُكرماً براتب يغطي إحتياجاته الشهرية وقد يزيد عن ذلك، وكانت رؤوس المعلمين مرفوعةً، شامخة تُأدي واجبها على أكمل وجه، لأن الدولة قد أعطته مايكفيه

أما اليوم معلمونا أصبحوا في حاله يُرثى لها بل أكاد أجزم بإن بعض المعلمين قد يكون بين طلابه الأقل دخلاً

قد تجد بعض الطلاب لديهم المحلات التجارية والبعض لديه مغتربين والبعض الآخر من الطلاب تجده يعمل في عمل شخصي ويكون مدخولهم الشهري أعلى من معلمِِهم، لان المعلم مُرتبط بوظيفته

ولهذا السبب "البعض" من المعلمين قد تركوا مجال التدريس وذهبوا للبحث عن مصدر رزق آخر يغنيهم عن مرتبهم، الذي يُعتبر عند بعض المسؤولين تخزينة يوم!

في إحدى دول إفريقيا لاأتذكر اسمها كانت الدولة تنخر في الفساد الحكومي ترشح أحدهم للرئاسة وبعد فوزة قال: سأحرص على تسليم موظفي الدولة رواتب تكفيهم عناء المعيشة، فكيف لنا أن نوقف الفساد داخل البلد والموظفين لايجدون رواتباً تكفي إحتياجهم لأن ضعف رواتب موظفي الدولة هو مايجعلهم يلجؤون للرشوة وهذا مايؤدي إلى مزيداً من الفساد داخل البلد..

أتمنى ألا يصل الحال إلا الرشاوي مابين المعلم والطالب، ماذا تتوقعون لو أصبح الطالب الراشي قاضياً، سيكون مرتشياً أيضاً وسيحاول بكل الطرق إيجاد مخرج للمجرمين لما تلقاه من رشاوي

فلابد أن يحرص المعلم أن يكون عزيز نفس ولايلتفت إلى تلك الرشاوي، صحيح ان الراتب لايكفي وانه لايعتبر شي لكن ذلك لايعني أن نسلك طريقاً خاطئاً

أما بالنسبة لموضوع الرواتب دولة رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك قد ذكر في لقائه الأخير عن معانأة المعلم ذكر بأنه يعلم بأن بعض رواتب المعلمين لاتكفيه لشراء سلة غذائيّة، قائلاً بأنه سيعالج هذه الإشكالية

ونأمل ذلك، كلنا أمل بأن يحصل المعلمين على رواتب تكفي إحتياجهم بإذن الله، فأنتم من تستحقون ذلك
مربيُ الأجيال وقدوة المجتمع، أنتم مثلما ذكرت العمود الرئيسي فبكم ترتقي الشعوب وتنهض الأمم فارفعوا روؤسكم تأملوا خيراً وإنفراجة بإذنه تعالى

وفي نهاية العام الدراسي نقول: تحيةً إلى كل معلم ومعلمة الذين يُأدون رسالتهم بكل إخلاصٍ وجد، متحملين قلة الرواتب وغلاء المعيشة فكل التحايا لاتكفي لنرد لكم ماتقومون به وستنألون أجر ذلك إن شاء الله....

حفظكم الله ونفع بكم البلاد والعباد