آخر تحديث :الجمعة-06 يونيو 2025-11:29م

ألا يا الله بضيف

الثلاثاء - 23 يوليو 2024 - الساعة 07:45 م
جاكلين أحمد

بقلم: جاكلين أحمد
- ارشيف الكاتب


في إحدى المدن الروسية كانت تعاني امرأة روسية من فرط شرب زوجها للكحول، حيث وصل للدرجة التي أصبحت معها حياتهم مشكلات دائمة، فلم تعد تستطيع تحمل زوجها وما يفعله بها، بسبب الإفراط في شرب الخمر، وعندما وصل الزوجان إلى فكرة الانفصال قرر الأصدقاء والمقربين التدخل لإيجاد حل يرضي الطرفين، ويعملوا على حل المشكلة.
وهنا اقترح عليهم أحد المقربين أن يقتصر تناول الزوج للكحوليات إلى اليوم أو الأيام التي يزورهم فيها ضيوف فقط لا أكثر. ويتوقف الزوج عن الشرب بمجرد مغادرة الضيوف.
وافقت الزوجة على الحل، ورضي الزوج على مضض كحل لإنقاذ زواجه. ومرت الأيام والشهور، ولم يزرهم ضيف واحد للأسف، وبدأ الزوج يتبرم، ويتململ من هذا الاتفاق الذي حرمه متعته التي لا يستطيع العيش من دونها لكنه مجبر، بسبب موافقته على الاتفاق السابق.
بقي الزوج يفكر في حيلة، ويفكر، مرت الأيام والأسابيع، وهو يبحث عن سبب يجعله يعود لعادته من دون أن يخسر زوجته أو زواجه.
وفي يوم من الأيام استيقظ الزوج على صوت قرقعة في بيته، وبحث مصدر ذلك الصوت ليكتشف أنه فأر يعبث بمحتويات المنزل، ويقفز من مكان إلى آخر، تفتق ذهن الرجل إلى فكرة، وبدأ بملاحقة الفأر حتى أمسك به وربطه بحبل ثم ربط الحبل في أحد الكراسي الموجودة، وبدأ بشرب الخمر.
عادت زوجته إلى البيت فرأته قد عاد إلى عادته السابقة، وهو يغني ويرقص فرحا. سألته الزوجة عن سبب عودته إلى شرب الخمر، وذكرته باتفاقهم السابق، لكن الرجل ردد في سعادة لدينا ضيف اليوم، استغربت الزوجة وردت، ولكني لا أرى أحد هنا، أشار الزوج في حماسة إلى الفأر قائلا هذا هو الضيف، وبناء على اتفاقنا يحق لي الشرب اليوم بما إنه لدينا ضيف.
البارحة عندما كنت أتابع سعر صرف العملة في عدن تذكرت هذه القصة حرفيا، فأصحاب مكاتب الصرافة لسان حالهم يقول (ألا يا الله بضيف)، وكان القصف (الإسرائيلي) على ميناء الحديدة ضيفهم الذي انتظروه طويلا حتى يستطيعوا حينها تسويغ رفع سعر صرف العملة، لأن مصائب قوم عند قوم ضيوف وإكرام الضيف واجب.