آخر تحديث :الأربعاء-04 يونيو 2025-10:35م

حنين الماضي

الإثنين - 12 أغسطس 2024 - الساعة 11:19 ص
جاكلين أحمد

بقلم: جاكلين أحمد
- ارشيف الكاتب


الإنسان في الغالب يحن لما يظن أنه أجمل وأفضل، حيث يجد أن إحساس الراحة والطمأنينة بالسعادة يتسلل إلى قلبه حتى لو كان ذلك الحنين هو الماضي، والماضي بالنسبة لكل إنسان نوعين :
النوع الأول ماضٍ جميل محبب، فيه ذكريات تلازمنا لا تفارقنا، ولا نستطيع نسيانها، نتذكرها كلما سنحت لنا الفرصة.
وماض مليء بالذكريات المزعجة التي تزيدنا حزينا وتعاسة كلما تذكرناها أو مهما حاولنا التغافل عنها وتناسيها.
وتكمن المشكلة في استعادة الإنسان لماضيه وتذكره واستحضاره على الدوام هو أن حاضره الذي يعيشه لا يلبي احتياجه العاطفي والمعنوي.
ومستقبله باهت غير واضح الملامح لا يستطيع معه تحديد طريقه التي عليه أن يسلكها أو أن يستعد للسير فيها.
في الحقيقة أن الواقع اليوم أجبر الكثير من البشر على التحول نحو الذكريات واستحضارها، و استجرارها هربا من الواقع المؤلم، والمستقبل غير واضح الرؤية، وهذا خلق أجيال تعيش على الماضي واستجراره دون المحاولة في شق طريق الحاضر وصولا إلى المستقبل، وهذا أيضا يزيد من مشقة نهوض الحياة ومواكبة التغيرات، والتطورات على النحو الذي يجب أن تكون عليه.
بهذا يكون الحاضر المزري والمستقبل المظلم هما سبب رغبة الإنسان في الماضي والبقاء الدائم فيه.دون إيجاد حلول لتخطيه نحو الحاضر والمستقبل.
حتى أن الكثير أصبح يرى مساوئ الماضي حسنات أمام ما يحدث اليوم من عبث وامتهان لحياة الإنسان وقتل لطموحاته وٱماله...