آخر تحديث :الخميس-11 سبتمبر 2025-10:48م

إعادة كتابةالتاريخ

الجمعة - 30 أغسطس 2024 - الساعة 06:13 م
سعيد صالح ابوحربه

بقلم: سعيد صالح ابوحربه
- ارشيف الكاتب




حكام امارات وسلطنات ومشيخات الجنوب
""""""""
سنستعرض بمقالتنا هذه الجرم الكبير الذي ارتكب ولازال بسلب حكام الولايات والسلطنات والمشيخات وطنيتهم ووصفهم بالعملاء.
في سنوات منتصف القرن الماضي "العشرين" وبعد قيام الوفود والمستشارين التابعين لسلطات مستعمرة عدن الانجلبزية بدراسة اوضاع كل الامارات والسلطنات والمشيخات الواقعة في الجنوب وكانت حينها عبارة عن دويلات صغيرة تحكم نفسها بنفسها منذ عقود وبعضها منذ قرون قبل مجئ الانجليز وتعيش بوقتها اوضاع بدائية واحوال معيشية صعبه للغاية..

وبعد ان كوّن الانجليز صورة اقرب للواقع عن حكام هذه الامارات والسلطنات والمشيخات ،نسجوا العلاقات بوسائل مختلفة تمخضت عن اتفاقيات مع كافة هذه الامارات التي سميت لاحقا بالمحميات وهي ممتده شرقا وغربا بعموم مساحة الجنوب وجوهر هذه الاتفاقيات التي وان اختلفت بنودها بين محمية واخرى وبيت القصيد للانجليز من كل الاتفاقيات هو التعهد الذي وقع عليه كل حاكم من حكام المحميات بالالتزام بعدم الدخول في اي اتفاقيات مع دول اخرى مطلقا لاي غرض اكان للحماية او اي هدف آخر مالم يوافق عليه الانجليز. وسمحت هذه الاتفاقيات من الناحية القانونية والعرفية للانجليز بالتدخل باي شكل وان كان عسكري بعد هذه الاتفاقيات لمنع اي تواصل لحكام المحميات وفي حينها كان الحذر لدى الانجليز من الامامة بشمال اليمن ومن السعودية بشرق وشمال شرق الجنوب وهكذ لفترات طويلة عاشت هذه المحميات حياتها وضروفها المعهودة دون ان يمسها اي تطور او تنمية او تعليم الا في سنوات متأخرة، ولكن ضل الهدف من الاتفاقيات جميعها من قبل الانجليز انما توفير الامان لقاعدتهم ومصالحهم في عدن المستمعرة حيث لا تعتبر تلك المحميات مستعمرة وان كانت منقوصة السيادة ذلك ان الاتفاقيات مجرد تعهد بالحماية بشروط مالية بخسة جدا قِبل بها هؤلا الحكام للظروف العامة لمجتمعات هذه المقاطعات وضروف حكامها وحينها يمثل الدعم المادي القليل مكسب لهؤلا الحكام الذين كانوا هم الآخرين في حالة من العوز والنكد ان جاز لنا التعبير.
هكذا كان ما ندعي انه استعمار واحيانا ندعي ونتهم حكام هذه الامارات والمشيخات بالعمالة والخيانه وكثير من الالقاب السيئة الجزافية والغير واقعية.
قرأنا كيف احتال الانلجيز وهاجموا عدن واحتلوها وماكان من يحكم عدن بقادر على صد اسطول دولة عظمى لاتغيب عنها الشمس امام دويلة لاتمثل حينها ادنى رقم من كل ناحية وهناك بعدن قام الانجليز بعد استقرارهم فيها، بانشاء قوات عسكرية وامنية معظم قوامها عبر عملية التجنيد لابناء المحميات ليصبح هذا الفعل بمثابة فتح عظيم نزل من السماء على كثير من ابناء القبائل وابناء الريف بعموم المحميات وانخرطوا بمرتبات هي دنيئة عند الانلجيز لكنها عند الفرد الجنوبي كالملايين وعلى الواقع تغيرت بعض اوجه الحياة بالريف فقط بسبب عوائد مرتبات هؤلا العسكر بالجيش والامن.
ان قادة الجيش والامن هم انحليز وباحدث تسليح قياسا بما يوجد لدى ابنا القبائل والمحميات من سلاح وفي ضل هذا الوضع كان التفاوض مع حكام المحميات لاتمام الاتفاقيات التي كان ابطالها يستخدمون الترغيب لاتمام الاتفاقيات ثم الترهيب بان حكام عدن قادرون على ان ياتوا بسلطان او شيخ او امير من نفس الاسرة ومن نفس العشيرة وبالطبع لاهناك مقدره على مواجهة قوة الانجليز المكونه من عساكر وطنية من مختلف قبائل الجنوب.
لقد كانت الخيارات اكثر من ضيقه ان ام نقل معدومة امام هؤلا الحكام الذين يصلح القول عنهم بقياس وضعهم ووضع مناطقهم ومجتمعاتهم في ذلك الزمن بانهم ( مساكين) وان من الحكمة فعلا القبول بهذه الاتفاقيات وهي بالحقيقة لم تتدخل في شؤون هذه المجتمعات ابدا من الناحية الدينية والثقافية والاجتماعية واحترمت العلاقات القبلية والتبادل بين المحميات ولم تقم باي تدخلات سافرة ومضرة بالمجتمعات والعكس اسهمت مع الزمن في التوجية للحكام بافتتاح المدارس وبعض المستوصفات الصحية والطرقات ووجهت مستشاريها لدعم الحكام في تنظيم الامن الداخلي وتنظيم التقاضي والاستئناف ونشر بعض قوانين البيئة كمنع صيد الحيوانات البرية او منع قطع الاشجار الخضراء ...الخ
لقد كان الخيار واقعيا لهؤلا الحكام بالتعامل مع الواقع حيث اولا من الصعب الوقوف في وصاده وبالعكس بحسابات الوقت والظروف فان العكس كان صحيحا تماما حيث لاهناك امل ببنا او علاقة مع اي طرف عربي او اسلامي او حتى اجنبي افضل .
لقد كان خيارا عاقلا ولا يحمل بيع او خيانه بالمطلق وقد كان الامر اما قبول هذا الحاكم واما تنصيب آخر من البيت يتعامل مع الواقع ولكن في تحدي للتسلسل الوراثي بالحكام وشرخ اجتماعي بالاسرة الحاكمة.
ان من الثابت ان الاسلم هو العمل مع الواقع ومحاولة الحفاظ قدر الامكان وتعزيز تلاحم بيت الحكم وتركيبته الاجتماعية وترك الامور تتطور طبيعيا وبامل ان تاتي تغييرات كبرى يستفيد منها حكام الامارة ومجتمعها لتطوير البلد.

الخلاصة..
* نعيد كتابة التاريخ باكثر موضوعية.
* نستفيد من هذا التاريخ في التعامل مع واقع اليوم والنظر الى التطورات وادراك صعوبة المرحلة والحكمة الى التعامل مع محركاتها الرئيسية لان هذا هو الزمن بدوراته
""""""
*سعيدصالح ابوحربة*
30 اغسطس2024م