لقد اشتهرت محافظة أبين بتنوع بيئتها الخلابة وجمالها الرائع، حيث برزت أبين بشموخ رجالها ودهائهم وحكمتهم في التعامل مع المواقف. أبين هي ولادة الرجال ومصنع الأبطال والثوار، وعز وشموخ تنوعها في رجالها وقبائلها، حيث احتضنت أشهر قبائل العرب في أصالتهم وتاريخهم المشرف منذ آلاف السنين. فهي مصنع القادة والقيادات، وولادة الأصالة والتاريخ.
اجتمع فيها عدد من قبائل الجنوب وعُرفوا بكرمهم وصلابة مواقفهم. نتحدث اليوم عن قائد بحجم وطن، رجل لا يعرف الحقد والكراهية، فهو من القيادات العسكرية البارزة رفيعة المستوى، لكنه أدرك المدنية والإدارة بسرعة فائقة وذكاء خارق. لن أجامل لكن هنا تقول الحقيقة لأهلها، أنه الرجل الصلب المناضل أبو بكر حسين سالم، محافظ محافظة أبين.
لم أقترب منه كثيرًا ولم أجلس يومًا واحدًا في ديوانه كبقية المسؤولين منذ 2015، لكن الرجل الوطني تميز بصفات القائد والإنسان. استلم المحافظة في ظل وضع قاسٍ بعد الحرب وبدأ عمله في وضع استثنائي بين أبنائها، وكان من أحرص الناس على ذلك حتى أخرج أبين إلى بر الأمان بفضل الله، وبفضل الرجال الشرفاء الذين كانوا إلى جانبه من القيادات الأمنية والعسكرية والمثقفين.
حورب من جميع الاتجاهات، إلا أنه انتصر وفاز على الأعداء والمتربصين. كان أبو بكر ونائبه الحامد خير رجال لأبين، كذلك الوكلاء مثل الشيخ الجنيدي والفضل والجحما والحمزة، وعدد كبير من الوكلاء والمستشارين والمدراء المخلصين.
تحققت في ظل عهد أبو بكر الفضل إنجازات عملاقة لم تحقق منذ آلاف السنين، منها سد حسان الاستراتيجي العظيم ومدينة سما الخليج العربي، التي تُعد من أرقى مدن العالم، وطريق باتيس رصد معربان، والذي كان حلمًا منذ آلاف السنين. وهناك مئات بل الآلاف من المشاريع التنموية التي شهدتها المحافظة رغم وضعها المدمر.
هؤلاء الرجال الأوفياء من أبناء أبين، الذين عاصروا التاريخ منذ ستينات القرن الماضي، ها هم اليوم يقدمون كل غالٍ ورخيص من أجل بناء محافظتهم. تحية لكل الشرفاء والمخلصين والأحرار والعقلاء، ورحم الله شهدائنا الأبرار، والشفاء للجرحى، والحرية للمعتقلين. حتى نلتقي، تقبلوا خالص التحايا.
بقلم انيس اليوسفي