آخر تحديث :السبت-18 أكتوبر 2025-12:07ص

شاي عدني

الخميس - 26 ديسمبر 2024 - الساعة 11:13 ص
حسين سالم العولقي

بقلم: حسين سالم العولقي
- ارشيف الكاتب


في الحقيقة السياسة كالنار تبعث الدفء اذا راقبتها من بعيد ، أنا شخصياً لطالما تعاملت مع السياسة كظيف ثقيل الظل يفرض نفسة ، لذاء ابقيت مساحة أمان ! لكن كما تعلم كل شي ممكن يتغير اذا وجدت نفسك في نقاش سياسي حاد !

قبل سنوات مضت كنت احظى بصباح جميل وهادئ في " كريتر " كان هدؤً يسبق العاصفة رائحة الشاي العدني والخمير تفوح من المقهى كالعبير . بدانا الحديث بتفأئل عن كل شي عن أسعار السمكً الى أزمة الكهرباء ومروراً بغلاء المعيشة. توقعت بأن الحوار العقلاني يمكن ان يثمر عن وجهات نظر جديدة لكن لم أتوقع ان اكواب الشاي الساخنة يمكن ان تصبح أسلحة في أي لحظة !!

كان خصمي في النقاش الحاد رجل من "الجنوب العربي " ويخاطبني بلهجة مناطقية متعصبة وكأنني قادم من جنوب افريقيا ، لدرجة جعلتني اعتقد انة كتب بنفسة خطاب الاستقلال '

حاولت بكل هدؤ ان أوضح وجهة نظري حول تعقيدات الوضع السياسي في الجنوب لكن الرد جاء على شكل موجة عارمة من التخوين والشتائم .

ازداد الوضع سؤ وخرجت الأمور عن السيطرة وتحولت الكلمات الى " لكمات " واكواب شاي متطايرة وكراسي مقلوبة

كان الاحرى ان اطلب الشاي العدني "سفري" وارتشفة بعلبة فاصوليا وليذهب ال "برستيج" للجحيم

ادركت حينها ان السياسة في الجنوب ليست شأناً فكرياً بل ايضاً رياضة قتالية .

المواطنون باليمن بشكل عام يعيشون بين أمل كبير واحباط اكبر . احلامهم تصطدم دائماً بواقع شديد التعقيد نزاعات بين الأطراف السياسية وتباينات في المصالح الإقليمية ومعاناة يومية يعيشها المواطن البسيط

تبدو الساحة السياسية في الجنوب كرقعة شطرنج متعدد اللاعبين الكل يحاول الحفاظ على مركزة وسلطتة بينما يضحي ب "البيادق"

اما المواطن العادي لة رؤية مختلفة تماماً فقط يريد الاستقرار والخدمات العامة وتخفيض الأسعار ووظيفة تقية هموم الغد وللاسف يجد نفسة في معمعة سياسية لاتهداء !

ربما يجب علينا ان نترك التخوين وننظر للنقد البَنَّاء ، ونبحث عن حلول واقعية للخروج من الازمات اليومية ، او على الأقل نعبر عن الراي والراي الاخر في أماكن لاتحتوي على اثاث قابل للرمي ..