تعتبر المظاهرات من الظواهر التي تبرز في المجتمعات كوسيلة للتعبير عن الرأي والمطالبة بالتغيير. حيث انه في الفترة الاخيره اصبح هناك خلط ورق وعدم احترام المظاهرات التي تعبر عن معاناة الناس واصبح البعض يستغل خروج الناس بتسيسه للمظاهرات والوقفات الاحتجاجية فإن المظاهرات المسيسة غالبا ما تفتقر إلى القدرة على تحقيق المصلحة العامة أو تلبية احتياجات الشعب الأساسية فعلى الرغم من أن المظاهرات قد تُظهر استياء المواطنين من السياسات الحكومية وتردي المعيشه والخدمات إلا أنها صارت في الفترات الاخيرة تركز على أهداف سياسية ضيقة أو مصالح لفئة محدده مما يؤدي إلى تهميش القضايا الأكثر أهمية مثل تحسين الخدمات العامة وتوفير حياة كريمة.
عندما تخرج المظاهرات إلى الشوارع قد تكون هناك نوايا حسنة من قبل المشاركين لكن غالبا ما يتم استغلال هذه الاحتجاجات من قبل جهات سياسية تسعى لتحقيق مكاسب خاصة هذا الاستغلال يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأوضاع بدلا من تحسينه حيث يحدث تشتت سعي وجهود المواطنين لتعبير عن معاناتهم الحقيقية وذلك بسبب أهداف سياسية بدلا من التركيز على القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تهم المواطنين بشكل مباشر.
لذلك فإن المظاهرات المسيسة قد تؤدي إلى تصاعد التوترات بين الحكومة والمتظاهرين مما يزيد من حالة الانقسام في المجتمع في ظل هذه الظروف،د الصعبة وقد تتجاهل الحكومات المطالب الحقيقية للشعب نتيجة استغلال البعض لخروج الناس مما يؤدي إلى تفاقم الأزمات بدلا من حلها لذلك الكثيرون من الناس والبسطاء على وجه الخصوص وصلو الى قناعة ان الاعتماد على المظاهرات كوسيلة لتحقيق المطالب الشعبية قد يكون غير مجد نتيجة تحويل مسار واستغلال خروجهم من عدد من الافراد.
في نهاية المطاف من الضروري أن نُعطي مساحة للتعبير لشعب المغلوب على أمره المظاهرات في العالم كله هي وسيلة لتعبير الشعب عن معاناته ومطالبه لتحسين وضعهم المعيشي والخدماتي وهذا حق من حقوقهم المشروعة ويجب أن يستطيع المواطنون من التعبير عن آرائهم ومشاعرهم بحرية دون أن يتم اقحام أي طرف أو جهة سياسية على حساب معاناتهم إن الاستماع إلى صوت الشعب وفهم احتياجاتهم الحقيقية هو السبيل الوحيد لتحقيق التغيير الإيجابي علينا أن نعمل جميعا على خلق بيئة تسمح بالحوار البناء حيث تُحترم آراء الجميع وتُعطى الأولوية لمصالح الناس بعيدا عن الأجندات السياسية الضيقة.
والمظاهرات المسيسة رغم ما قد تحمله من طاقة احتجاجية لا يمكن أن تكون بديلا عن العمل الجاد والمستدام لتحقيق المصلحة العامة. من الضروري أن يتم توجيه الجهود نحو بناء قنوات حوار فعالة تضمن تلبية احتياجات الشعب وتحقيق حياة كريمة للجميع.
شفاء سعيد باحميش