آخر تحديث :السبت-05 يوليو 2025-03:50م

الولاءات داخل المجتمع سبب للفتن والصراعات

الأحد - 26 يناير 2025 - الساعة 11:56 م
عدنان القيناشي

بقلم: عدنان القيناشي
- ارشيف الكاتب


تُعد الصراعات السياسية والدينية في المجتمع من أخطر المشروع السرطاني الذي يؤثر في كل شرائح المجتمع، ما يميز مجتمعنا منذ الماضي وحتى اليوم هو كثرة الأحزاب السياسية والدينية، والسبب يعود إلى وجود معارضات داخلية وخارجية لا تهدأ فيها المشاكل القتالية والقضايا السياسية التي تُستخدم فيها أساليب قذرة تهدف إلى تدمير المنطق والعقل لغرض إرضاء السياسيين الذين يفتقرون إلى الضمير الإنساني، في حين لا يهتمون إلا بإراقة الدماء البريئة.


يظل الحال يوماً بعد يوم، وتارةً بعد تارة أخرى، تتزايد تشكيلات شرائح المجتمع سياسياً أو دينياً، وهو ما يُعدّه الأغلبية جزاءً من مخططات يُرسمها الماكرون وعديمو الأخلاق من أجل فتح ثغرات للصراع بسبب الاختلاف السياسي الذي يؤدي إلى الاقتتال وازهاق الأرواح دون أي حق، وعندما تريد أن تهاجم خصماً ما، فإنك تسخر كل إمكانياتك بكل الأساليب الإعلامية والمالية من أجل إثارة الفتن وتأجيج المشاكل، متجاهلاً العدو الحقيقي الذي يشكل خطراً حقيقياً على المجتمع.


لا يزال المجتمع اليوم يعاني من وباء التبعية الحزبية والدينية، مما يثير القلق بين أفراده الذين يشهدون هذا التباين والتعدد في الآراء والانتماءات، وهذا يؤدي إلى تعمق الفجوات بين أبناء المجتمع نتيجة زرع الخلافات الحزبية والدينية، مما قد يُسهم في تصاعد التوترات وتفاقم الأزمات والاقتتال، ويجد البعض نفسه في دوامة من العنف والدمار الذي لا يعد ولا يحصى، وتتساقط الأرواح البريئة بلا فائدة لخدمة أجندات السياسيين الذين ليس لهم أي حاضنة شعبية حقيقية بين أوساط المجتمع.


إن الغباء والجهل والأحقاد في المجتمع هي من تجعل معظم الناس يتبعون أغراضاً ومخططات إجرامية دون أن يعرفوا إلى أين يقودهم هؤلاء الأشخاص وما الذي يريدون تحقيقه، يمشون على خطى القوادين حتى ينتهي بهم المطاف إلى الهاوية والفشل، في حين يبقى الكثيرون الذين يأبون أن يكونوا إلا قادة لأنفسهم، حتى لا يقعوا في الفخ الذي يخطط له القوادون.


أوجه نصيحتي إلى كل شخص من أبناء المجتمع، بمختلف شرائحه السياسية والدينية، أن يسعى إلى رفع مستوى الوعي والتمسك بالقيم والمبادئ الأساسية التي تمنع انزلاقه إلى مستنقع الفتن، يجب أن يكون لدينا إيمان راسخ بأن المعرفة الحقيقية تبدأ من داخل كل شخص، وأن القوة تكمن في قدرة الإنسان على قيادة نفسه أولاً، بعيداً عن تأثيرات القوى المضللة التي تسعى إلى زرع الخلافات أو الانجرار وراء قوى مغرضة تحمل أجندات لا تخدم إلا مصالحها الشخصية، وهو ما قد يؤدي في النهاية إلى ضياع مستقبل المجتمع بأسره.


التاريخ لا يرحم، من يظنون أنهم قادرون على تحقيق مكاسب شخصية أو حزبية، سيجدون أنفسهم في النهاية أمام مواجهة وعواقب وخيمة، يجب أن نكون واعين تماماً وأن الحقيقة على الواقع لا تقتصر على السيطرة أو النفوذ، بل تتجسد في المسؤولية والقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة التي تصب في مصلحة المجتمع، وأن لا نسمح لأي فئة كانت باستغلال المجتمع لأغراض ضيقة تضر به وتدفعه نحو الهاوية والضياع، وسبق وأن حصلت الكثير من الخلافات في المجتمع ودايما من يعتمد على نفسه هو المنتصر، والمهزوم هو من يكون قواداً من خارج شرائح المجتمع.