في خطوة مفاجئة قلبت موازين سوق الانتقالات الصيفية في إسبانيا، أعلن نادي أتلتيك بيلباو صباح الجمعة، 4 يوليو 2025، تجديد عقد نجمه الشاب نيكو ويليامز حتى عام 2035، منهياً بذلك أشهرًا من الشائعات والتقارير التي ربطت اللاعب بانتقال شبه محسوم إلى برشلونة.
القرار الذي اتخذه ويليامز لم يكن مجرد توقيع على عقد جديد، بل مثّل صدمة مدوّية داخل أروقة النادي الكتالوني، وأثار حالة من الغضب والارتباك، خاصة أن مصادر إعلامية مقربة من برشلونة، مثل الصحفي جيرارد روميرو، أكدت سابقًا أن الصفقة "مكتملة بنسبة 150%"، وأن كل شيء كان جاهزًا لإتمامها، بما في ذلك الاتفاق المبدئي على عقد مدته ست سنوات، واستعداد النادي لدفع الشرط الجزائي البالغ 58 مليون يورو.
لكن في لحظة دراماتيكية، أعلن بيلباو التجديد حتى 2035، مع رفع الشرط الجزائي إلى 90 مليون يورو، لتتبخّر آمال برشلونة في ضم الجناح الشاب البالغ من العمر 22 عامًا، والذي تألق بشكل لافت في بطولة يورو 2024.
أسباب الولاء المفاجئ: بين الجذور والضمانات الغائبة
تعود جذور القرار، وفقاً لمصادر مقربة من اللاعب، إلى عدة اعتبارات أبرزها الارتباط العاطفي العميق بين ويليامز وناديه الأم. فاللاعب نشأ في أكاديمية بيلباو، وشقيقه الأكبر إينياكي ويليامز هو قائد الفريق، كما أن النادي يُعد رمزاً لهويته الباسكية، وهو ما أكده نيكو في فيديو مؤثر نشره النادي عقب الإعلان، قال فيه: "أنا حيث أريد أن أكون، مع شعبي. هذا بيتي. أوبا أتلتيك!"
لكن الجانب العاطفي لم يكن العامل الوحيد؛ فقد لعبت المخاوف من الوضع المالي المعقّد في برشلونة دورًا جوهريًا. ووفقًا لتقارير من "كادينا سير"، طالب وكيل اللاعب فيليكس تاينتا النادي الكتالوني بتقديم ضمانات مكتوبة بشأن تسجيل اللاعب قبل 20 أغسطس، مع بند يسمح له بالمغادرة مجانًا حال تعثّر التسجيل. وهو شرط رفضه المدير الرياضي لبرشلونة ديكو، واعتبره مخاطرة غير مقبولة بعد دفع 58 مليون يورو.
صدمة في برشلونة وغضب من "استغلال" محتمل
الرد الكتالوني لم يتأخر، فقد سادت أوساط برشلونة حالة من الغضب وخيبة الأمل من تصرف اللاعب ووكيله، اللذين لم يبلغا إدارة النادي بقرار التجديد، بل تركوا مسؤولي البلوجرانا يكتشفونه من خلال بيان بيلباو الرسمي، ما اعتُبر "خداعًا" و"استغلالًا" لتحسين شروط العقد في اللحظات الأخيرة.
وقالت تقارير إن برشلونة يشعر أنه استُخدم كورقة ضغط للحصول على عرض أفضل من بيلباو، في سيناريو مشابه لما حدث في صيف 2024، حين استخدم اللاعب المفاوضات ذاتها لتحقيق شروط محسّنة دون أن يغادر.
الرسالة واضحة: نيكو اختار الهوية على المجد
تجديد عقد نيكو ويليامز حتى 2035 يحمل رسالة قوية من اللاعب وناديه، فبين المال والهوية، اختار ويليامز الولاء والبقاء في بيئة يعرفها ويثق بها. بينما يجد برشلونة نفسه أمام تحدٍّ جديد في سوق انتقالاته المعقدة، وسط قيود اللعب المالي النظيف، ومنافسة شرسة على المواهب الشابة.
