دنيا الخامري
يعد شهر رمضان الكريم من أبرز الأشهر في العالم الإسلامي، حيث يتوجه المسلمون إلى العبادة، والتوبة، والتقرب إلى الله، ولكن هذا العام يتزامن شهر رمضان مع ظروف استثنائية تمر بها العديد من الدول العربية، وعلى رأسها بلادنا اليمن، التي تعيش أوقاتاً صعبة تنعكس على مختلف جوانب الحياة اليومية نتيجة للحرب المستمرة وللصراعات المستنزفة التي أثرت على الاستقرار الأمني والاقتصادي في البلاد.
المواطنون يعيشون في ظروف قاسية، حيث يعاني الغالبية العظمى منهم من تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ومع تفشي الأزمات الإنسانية أصبح الحصول على احتياجات الحياة اليومية أمراً صعباً للغاية، وهو ما يزيد من معاناة الأسر الضعيفة والبسيطة ويجعل من هذا الشهر الكريم تحدياً حقيقياً على الصعيدين المادي والمعنوي، حيث يواجه المواطنون صعوبة في توفير متطلبات الإفطار والسحور، في وقت يحتاجون فيه أكثر من أي وقت مضى إلى الدعم المادي قبل المعنوي. وفي ظل الأزمات الاقتصادية وتدهور الوضع المعيشي، أصبح توفير أبسط احتياجات شهر رمضان أمراً بالغ الصعوبة، مما يزيد من معاناة الأسر الفقيرة والمحرومة التي كانت تعتمد في الماضي على تكاتف المجتمع لمواجهة مثل هذه الظروف. ورغم ما يمر به يمننا والدول المجاورة من أزمات، يبقى شهر رمضان فرصة للتأمل والتغيير. هو دعوة للتضامن والمساعدة، وللتفكير في القيم الإنسانية التي يجب أن تظل حاضرة حتى في أصعب الأوقات. ويبقى الأمل قائماً بأن تتحسن الأوضاع في المستقبل، وأن يعم السلام والأمان والاستقرار في كل بقعة من العالم العربي وأن تعود الحياة الطبيعية إلى أبنائها.