الوطن حالياً دخل نفق الفوضى و كل الأصوات المنادية بالاصلاح هي مجرد هرطقة فلا إصلاح سيتم في الظلام ،
الشخصيات السياسية الحرة و النزيهة ليس مطلوب منها تقديم شيء للوطن في هذه الفوضى فبقاءها محافظة على مبادئها وقيمها هو معركة بحد ذاته واي عمل أو تحرك تقوم به نحو الإصلاح حالياً سوف يعود بنتيجة عكسية تضر بالوطن وبها و ستذهب جهودها هباء .
يجب ترك القطيع يجري في البراري القاحلة حتى يقتنع بالعشب والأمن في حظيرة الدولة ،
ولهذا لمصلحة الوطن أن تدخل هذه الشخصيات في بيات شتوي ولا تستنفذ طاقتها في حوارات عبثية لا جدوى منها مع القطعان التي تقود الفوضى ،
من الصعب أن تعيد القطيع إلى الحظيرة اذا كان خروجه ليس بحثاً عن العشب ولكن بحثاً عن الفوضى ،
سيعود القطيع حين يحل الظلام ويدرك أن سياج الحظيرة هو من سيحميه من الضباع التي تنشط في مواسم الفوضى .
الشخصيات السياسية الحرة و النزيهة هي عصب الدولة المستقبلية وهي البذرة التي يجب الحفاظ عليها و الانتظار حتى انتهاء موسم الفوضى فالزراعة في موسم الفوضى سيؤدي إلى تلفها و اقتلاعها وموتها ،
إن الأمل بقيام دولة مؤسسات هو في الاحتفاظ بالكوادر وزراعتها في الوقت المناسب .