آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-03:45م

الضالع .. إساءة باسم الجنوب والانتقالي

الإثنين - 10 مارس 2025 - الساعة 11:52 ص
اللواء الركن سعيد الحريري

بقلم: اللواء الركن سعيد الحريري
- ارشيف الكاتب



تعد محافظة الضالع من أبرز المناطق التي قدمت تضحيات كبيرة في مسار القضية الجنوبية، وارتبط اسمها بالبطولة والنضال. لكن ما يعانيه أبناء الضالع اليوم من تهميش واستغلال في ظل القيادات الحالية، يجعل من الواجب الوقوف عند واقع هذه المحافظة الذي لا يتماشى مع مكانتها التاريخية.


في مقاله الأخير، يتناول الصحفي علي منصور مقراط الوضع المأساوي الذي تعيشه الضالع تحت قيادة بعض الشخصيات المحلية التي استفادت من نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي. وهو يشير إلى أن الضالع، رغم مكانتها في النضال الجنوبي، تشهد تدهورًا مستمرًا، لا سيما في ظل القيادة الحالية التي استغلت السلطة لتحقيق مكاسب شخصية، في وقت كان ينبغي فيه العمل الجاد لتحقيق مصالح المواطنين.


الواقع المزري للمحافظة


يؤكد مقراط أن أبناء الضالع يعيشون اليوم واقعًا مريرًا، على الرغم من أن اللواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، يلمح في تصريحاته إلى تدهور الأوضاع في المحافظة، دون أن يعمل على إيجاد حلول عملية لها. فبينما يقف الزبيدي على رأس السلطة في الجنوب ويمارس نفوذه الكبير، تتواصل معاناة أبناء الضالع الذين لا يزالون يعانون من الفقر والبطالة والإهمال.


إن التهميش الذي تعيشه بعض مديريات الضالع، والتي تبقى محرومة من التغيير والإصلاح، هو أمر لا يمكن تجاهله. وقد نشأت حالة من الفوضى في توزيع الموارد والمكاسب بين المناطق المختلفة، مما جعل بعض المناطق في الضالع تكتسب مكاسب هائلة، بينما تُحرم مناطق أخرى من أبسط حقوقها.


إساءة القيادة لمواطني الضالع


ما يراه مقراط هو أن بعض القيادات في الضالع استفادت من وجود الزبيدي في موقع السلطة، وأصبحت تستغل هذه الفرصة لتحقيق مصالح خاصة، مستغلة النفوذ الذي توفر لها. هذه الفئة من القيادات، التي وصفها مقراط بـ “المنتفعين”، حولت الدعم السياسي إلى وسيلة للثراء السريع، مما أساء إلى تاريخ الضالع وشوه صورتها أمام أبناء الجنوب بشكل عام.


من جهة أخرى، يظهر في مقاله أن أبناء الضالع الشرفاء، الذين عايشوا سنوات طويلة من النضال والتضحية، هم أول من يعاني من هذه السياسات الظالمة. فعندما تكون هناك قيادة مسؤولة عن الضالع وتتمتع بثقة الزبيدي، يجب أن تسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجميع، وليس أن تكون وسيلة لزيادة الهوة بين أبناء المحافظة وتوفير مكاسب لفئة محدودة.


التأثير على المستقبل


يشير مقراط إلى أن هذه التصرفات من بعض القيادات في الضالع قد تؤدي إلى انقسامات عميقة في المستقبل، قد تستغل هذه السياسات الظالمة، بدلاً من أن تساهم في البناء والتقدم. ويشدد على أهمية أن يتنبه اللواء عيدروس الزبيدي وأعوانه إلى هذه الممارسات التي تضر بالمحافظة بشكل خاص وبالجنوب بشكل عام. يجب أن يتم تصحيح المسار والتوجه نحو حلول حقيقية تعود بالنفع على أبناء الضالع وتعزز من وحدة المنطقة.


الخلاصة


الضالع بحاجة إلى قيادات حقيقية تمثل شعبها وتحترم تضحياته. وما لم تُتخذ خطوات جادة لتحسين الوضع في الضالع وتقديم حلول حقيقية لمشاكلها، فإن الأمور ستظل في حالة تدهور مستمر. الحلول لا تكمن في زيادة الاستغلال والهيمنة، بل في وضع خطط تنموية تستفيد منها كل مديريات الضالع بشكل عادل. من المهم أن يتذكر الجميع أن الضالع كانت ولا تزال جزءًا أساسياً من تاريخ الجنوب النضالي، ومن واجب كل قيادة في الجنوب أن تحترم هذا التاريخ وتقدره، بدلاً من استغلاله.