في عدن، وقف اللواء عيدروس الزبيدي ليعلن عن 17 ألف وظيفة جديدة، وكأن البلاد تعيش أزهى عصورها الاقتصادية! لكن الواقع شيء آخر، فهذه الوظائف ليست سوى وهم جديد يُضاف إلى قائمة طويلة من الوعود التي لم تجد طريقها إلى التنفيذ. لم يكن هذا الإعلان سوى إعادة تدوير لكلام وزير الخدمة المدنية عبد الناصر الوالي، الذي يبدو أنه أتقن لعبة بيع الأوهام ليحافظ على منصبه، دون أن يقدّم أي إنجاز يُذكر.
وزير بلا حلول.. وتعليم بلا مستقبل
منذ تعيينه في ديسمبر 2020، فشل وزير الخدمة المدنية في حل أزمة التعليم، التي تسببت في ضياع عام دراسي كامل على الطلاب. لم ينشئ قاعدة بيانات واضحة للموظفين، ولم يقدم أي إصلاح حقيقي، لكنه اليوم يعد بـ 17 ألف وظيفة جديدة!
يا سيادة القائد، إن كان المتحدث بلا عقل، فالمفترض أن يكون المستمع عاقلًا! كيف يُعلن عن وظائف جديدة بينما قطاع التعليم مشلول؟ بأي منطق تُطلق هذه الأرقام دون تخطيط أو رؤية واضحة؟ نحن شعب ربما اعتاد تصديق الوعود، لكن أن يُباع الوهم حتى لمن دعموا الوزير ومنحوه المنصب، فهذه مصيبة كبرى!
الكهرباء.. حينما تُدار الأزمات عبر “الزوم”
أما المشهد في قطاع الكهرباء، فهو أكثر عبثية. الوزير مانع بن يمين، التابع للانتقالي، قضى وقته قبل رمضان في قطر مع المنتخب الوطني، وكأنه وزير الشباب والرياضة وليس وزير الكهرباء! بينما كانت البلاد تغرق في الظلام، كان يجتمع عبر “الزوم” مع رشاد العليمي وغيره من المسؤولين، دون أن يقدم أي حلول ملموسة.
ثم، وبكل بساطة، خرج ليعلن عن “مشاريع استراتيجية” لإنقاذ الكهرباء، وسط تصفيق المصفقين الذين يهللون لكل شيء! كيف يتحدث عن تطوير القطاع وهو لم يستطع حتى تأمين ديزل الكهرباء في الايام الماضية؟ الحقيقة أن التحسن الطفيف الذي شهده القطاع جاء بتدخل مباشر من رئيس الوزراء وبعد ذلك توجيهاتكم ، وليس من الوزير الذي كان مشغولًا بحضور اجتماعات رياضية وكانه ليس هو المسؤال!
وان قدر الله وحدث ازمة مره اخرى فلن نراه يعمل شي غير الاجتماع وبانتظار هائل سعيد او دولة الرئيس ليتدخل وهو سوف يكون بمكان الشعب وليس برجل مسؤال..!
من قضية وطنية إلى صراع على الفتات!
سيادة القائد عيدروس الزبيدي، الذي فوضه الكثيرون (وأنا لست منهم)، هل تدرك أن وزراءك لم يعودوا يملكون سوى بيع الأوهام عليك وعلينا؟ إن كنت تعلم، فهذه مصيبة، وإن كنت لا تعلم، فهذه كارثة!
الشعب استيقظ ولم يعد يصدق المسرحيات الهزلية. حتى المصفقون الذين يحيطون بك، لو توقفت رواتبهم التي تُصرف لهم بالريال السعودي لثلاثة أشهر فقط، لرأيتهم يسبّونك أكثر منا اليوم!
القضية الجنوبية لم تكن يومًا مجرد مطالب خدمية أو شخصية، بل كانت قضية وطن وهوية. لكن اليوم، يبدو أنها تحولت إلى صراع سياسي على فتات حكومة فاسدة، تتقاسمون معها السلطة دون أن تقدموا للشعب شيئًا مما وعدتم به.
هل من عودة للواقع؟
كم من الوقت يمكنكم الاستمرار في هذه المسرحية؟ الناس لم يعودوا بحاجة إلى خطب وشعارات، بل إلى أفعال حقيقية. لا يمكن خداع الجميع إلى الأبد، ولن تستمر لعبة بيع الوهم طويلًا.
ختامًا، سيدي القائد،
كن بجانب أحمد عوض بن مبارك في محاربة الفساد، لا بجانب الفاسدين. فوالله إنهم كذّابون، لا يقفون معك إلا لمصالحهم، وسيتخلون عنك في أول فرصة يجدون فيها البديل. اليوم، لديك الخيار: أن تكون مع الشعب في معركته ضد الفساد، أو أن تكون أداة بيد من ينهبونه. كن معنا، لا تكن علينا