آخر تحديث :الجمعة-18 أبريل 2025-01:45م

ما أحوج الانتقالي إلى تصحيح أخطائه قبل فوات الأوان

الثلاثاء - 18 مارس 2025 - الساعة 11:07 ص
جابر عوض عرفان

بقلم: جابر عوض عرفان
- ارشيف الكاتب


الانتقالي خدم خصومه من القوى الشمالية بقصد او بدون قصد ، حيث سعى جاهدا على معاداة الكوادر الجنوبية القوية صاحبة الرأي والقرار وكيل التهم على كل من يختلف معه ، ظنا منه انهم اذا تصدر المشهد السياسي الجنوبي سيكون الاقوى حيث لا منافس له ، بينما الحقيقة ان النرجسية وحب التملك والظهور و التعاظم والنفس الامارة بالسوء مسيطرة عليه وتتحكم في قراراته ، و هذا الشيء عواقبه وخيمة .

المصيبة ان عملية الاستفراد به باتت وشيكة والكارثة اذا كان الزبيدي لا يدرك هذا .

اذا لم يغير الزبيدي سياسته في التعامل مع بقية القوى الجنوبية ولا سيما التحررية ، سيجد نفسه يواجه مصيره وحيدا في مرحلة من الضعف بعد قوة .


من يرفض تقبل الاخر إلا تابع لا حول له ولا قوة ولا رأي ولا قرار لن يقبل بحوار جنوبي حر ، إنما يدندن بمسمى الحوار داعيا الجميع الانطواء في إطاره والتوقيع على المخرجات المعدة مسبقا . ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الانتقالي إلى حوار ، سبق وان دعى إلى حوار وأختار المتحاورين من الموالين له او من عندهم الاستعداد للولاء له اذا هناك مقابل مادي او وعود بمناصب .


فلنفرض ان هذا الدعوة الأخيرة صادقة ليست كسابقاتها فهناك شروط يجب على الانتقالي الالتزام بها .

1- إثبات حسن النوايا وذلك بإصلاح ما افسده في النسيج الاجتماعي ، هم يعلمون كيف سعوا جاهدين إلى تمزيق النسيج الاجتماعي الجنوبي ولا حاجة للخوض في التفاصيل .


2- محاسبة من استغلوا النفوذ في تصفية الحسابات الحزبية او المناطقية او الكيدية وضحاياهم كثر واذا تفقد الزبيدي الشكاو التي قدمت إليه ولم يطلع عليها او لم يسمح اللوبي المحيط به بوصولها إليه او هو اصلا غير مهتم ولا يبالي بها ولا يعيرها اي اهتمام لوجدها كافية لتمزيف النسيج الاجتماعي وتفتيته .

3- رد المظالم واعادة الحقوق إلى اصحابها وانصاف ضحايا استغلال النفوذ في تصفية الحسابات المناطقية .

4- إعادة النظر في ملف الأراضي والفصل فيه . 5- إعطاء ملف المخفيين قسرا حقه من الاهتمام والاسراع في الفصل فيه ومحاسبة جميع المتورطين في ظلم الناس دون وجه حق او حجة قانونية ، مهما كانت صفتهم ومراكزهم ، وإغلاق السجون السرية وعلى رأسها قاعة وضاح سيئة السمعة والصيت .

عندما يتعامل الانتقالي مع هذه الأمور بجدية وحزم يحق له الدعوة إلى حوار جنوبي ، بعدما اثبت صدق نواياه للسعي الى إعادة لملمة الصف الجنوبي وتوحيد الكلمة بحق وحقيقة .

ان تأتي متأخرا خير من ان لا تأتي .


اما قبل هذا فان الدعوة إلى الحوار مجرد مادة وهمية لن تنطلي إلا على السذج وتفتقد إلى المصداقية .