طرح محلل أمريكي في شؤون الجغرافيا السياسية رؤية جديدة لإعادة ترتيب الأوضاع في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن، تتضمن سيناريو تقسيم اليمن والاعتراف بجمهورية صوماليلاند، وذلك في إطار مقاربة تهدف إلى معالجة التهديدات المتصاعدة التي تواجه الملاحة الدولية في أحد أهم الممرات البحرية في العالم.
وأوضح المحلل الأمريكي أندرو كوريبكو أن منطقة خليج عدن والبحر الأحمر تمثل شريانًا حيويًا للتجارة العالمية، محذرًا من أن استمرار التهديدات الحالية، وفي مقدمتها احتمالات عودة الحصار الحوثي للملاحة، وتصاعد القرصنة الصومالية، والتوتر القائم بين إثيوبيا وإريتريا، قد يعرّض الأمن البحري الدولي لمخاطر جسيمة.
وبحسب الطرح، يقوم أحد السيناريوهات المقترحة على الاعتراف بشمال اليمن كدولة مستقلة خاضعة لسيطرة الحوثيين، مقابل فرض قيود اقتصادية وأمنية مشددة ورقابة صارمة على تجارتها الدولية، لمنع إعادة تسليح الجماعة من قبل إيران، مع تقديم ضمانات أمنية لتقليص دوافع التصعيد العسكري.
كما تضمن الطرح الدعوة إلى الاعتراف بجمهورية صوماليلاند كدولة مستقلة، بما يتيح للولايات المتحدة وشركائها إقامة تعاون أمني وبحري مباشر معها، بهدف تعزيز قدراتها على مكافحة القرصنة الصومالية وحماية خطوط الملاحة في خليج عدن.
وفي السياق ذاته، أشار المحلل إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق برعاية أمريكية بين إثيوبيا وإريتريا، يمنح أديس أبابا منفذًا بحريًا عبر مدينة عصب، مقابل احتفاظ إريتريا بحق استخدام الميناء، والحصول على استثمارات أمريكية في قطاع التعدين وضمانات أمنية.
واعتبر كوريبكو أن هذه الطروحات تنسجم مع توجهات الاستراتيجية الأمريكية الجديدة التي تركز على بناء الشراكات الإقليمية ونقل الأعباء الأمنية، بدلًا من الانخراط في تدخلات عسكرية مباشرة، مؤكدًا أن إعادة هندسة المنطقة جيوسياسيًا قد تشكل مدخلًا لتحقيق استقرار طويل الأمد في البحر الأحمر والقرن الإفريقي.