للإعادة ، تتجاوز قضايا الإفتاء حدودها الظاهرة عن قصة الديمقراطية أثناء حكم الرئيس علي ناصر محمد للجنوب ، بحثاً عن الواقع وإستعلاماً عن الهوية وإستشراقاً لرؤى المستقبل وهاجساً كان من ناصر لبناء دولة شعبية قوية تأمن حياة الشعب في تلك المرحلة المعقدة ، فهذا الموضوع يحكي جزء من القصة التي كان هدفه منها تغيير مسار (ليبرالية) الرفاق في الجنوب آنذاك ، فاصطناع الطاعة أشد ضلالة من تصيد الخطأ !
إن الأستقرار السياسي والإشباع الاجتماعي الذي حظي به شعب الجنوب أثناء حكم الرئيس علي ناصر محمد ، مكنه من التغلب على كل العقبات والمشكلات التي كانت حاصلة في الشمال وكذلك في أقطار وممالك الخليج حيث كان هذا نابعاً من قوة الدولة ومشاركة الطبقة الكادحة (البروليتاريا) في صنع القرار !
قد يكتب التاريخ لاحقاً على الجنوب في عهد الرئيس ناصر ، أنه من الأقطار القليلة التي أخذت على نفسها حكماً ومجتمعاً فاتحةٍ أشرعتها للتغيير دون خوف أو وجل ومصاحبة العصر بعقل وقلب مفتوحين وبإمكانات بسيطة وزهيدة أرعبت دول الجوار وكل ساكني القرن الأفريقي !
المخابرات السوفيتية ال (K B ،G) لا لها علاقة بماحصل حسب مايفتكره الكثير ، هناك حصل تضاد في المصطلحين الديمقراطي والشيوعي في برامج وتقارير المكتب السياسي واللجنة المركزية ووفاة الرئيس الروسي (بريجينف) مبكراً من ولاية الحكم لناصر إعطاء مؤشراً قوياً للخروج عن طاعة الدولة في الجنوب ، لانه كان من أشد أصدقاء الرئيس علي ناصر محمد ، ومنفتح في علاقاته مع الدول الشعبية ودول عدم الإنحياز !
القضية الملحة التي نطرحها هنا هل كان تخلي الرئيس ناصر عن الشيوعية والإتجاه نحو الديمقراطية هو الأنسب لحياة أبناء الجنوب أم أن اللعب والخلط بالادوار السياسية فيما بعد أحداث يناير 1986م ، والهروب إلى الوحدة كان هو المنقذ للحياة بعد سقوط المعسكر الأشتراكي وهزيمة الدولة في الجنوب !