آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-08:24م

التخطيط العشوائي للدرس وأثره على سلوك المتعلم !

السبت - 29 مارس 2025 - الساعة 12:55 م
الخضر البرهمي

بقلم: الخضر البرهمي
- ارشيف الكاتب


المعلمون يختلفون فيما بينهم اختلافاً كبيراً من حيث ميولهم وقدراتهم على وضع الخطط ، حيث لازال يعتقد الكثير منهم أنه في غنى عن تلك الخطط ولاسيما إذا كان المعلم متمكناً من مادته العلمية طليق الأسلوب واضح الشرح والبيان كثير الأمثلة فإنه وبلا شك سوف يجعل جميع تلاميذه يفهمون مادته ومن ثم فلاداعي من وجهة نظرهم لإضاعة الوقت في عمل مثل هذا ، للأسف أن هناك نسبة كبيرة من المعلمين لازالوا يعتقدون بوجاهة هذا الرأي وصحته !


أن التخطيط بمفهومه الحديث هو عملية تنظيم لصياغة الأهداف ، وليس مجرد نقل المعلمومات من الكتاب المدرسي إلى التلاميذ لحفظها أو استرجاعها ، ولذلك فإن تحقيق أهداف التعليم وتنظيم ماهيته وتسهيله يتطلب تخطيطاً مسبقاً وعملاً ابداعياً من قبل المعلم بصرف النظر عن الخبرة ، فالمناخ الذي يفرضه الواقع يتضمن دائماً عناصر متغيرة واهدافاً متجددة وبالتالي فإن التخطيط يصبح كفاية لأزمة للكل وليس كما يعتقد المعلم قاسم أو علي !


مع التسليم بأن المدرسة لاتحمل على عاتقها مهمة التغير في سلوك المتعلم فهناك عوامل كثيرة تسهم إلى جانبها في ذلك ، ولكن مايهمنا هنا هو اقتران الخطة الصحيحة مع الهدف بشكل واضح وسليم لكي تؤثر في سلوك المتعلمين ، بعكس الذين ألفوا الطريقة التقليدية في التدريس والتي هي في الغالب والاعم تعتمد على التلقين المباشر والحديث الممل ، أن مثل هؤلاء المعلمين يزرعون قيماً سالبة لدى تلاميذهم ، وحين تسألهم يتعذرون !


من المهم جداً أثناء وضع الخطة أن تكون أهداف الدرس واضحة ومرتبة في ذهن المعلم قبل المتعلم من ثم يحول الأول تلك الأهداف إلى أنماط سلوكية محددة يمكن ملاحظتها وقياسها مراعياً تنوعها وليس كالمعلمة ليلى التي تحصر تلك الأهداف وتضعها في جانب معرفي واحد !


المعلم المبدع أو المحترف هو ذلك المعلم الذي يمتلك ادوات التدريس المناسبة والفعالة يأسر بها خيال التلاميذ ويتحدى عقولهم الصغيرة بتشكيلاته الفكرية وحركاته الوجدانية والسلوكية والتي تزيد من مدى إستيعابهم للدرس ، دفترك المسبق للإعداد صورتك على الورق لذا فأحسن الصورة ، فالأشياء الكبيرة دائماً تنطلق من فكرة !