الفُرص التاريخية المواتية غالباً لا تتكرر، وتضيع فوائدها إذا لم تستغل بالوقت المناسب.. والواقع أن أقل ضابط بأي جيش محترف أو أضعف مستشار حكومي يعلمان أن البيئة الإستراتيجية المحلية والإقليمية والدولية تصب في صالح الحكومة اليمنية وتسمح بعودة سيادتها الوطنية كاملة من صنعاء العاصمة إن تحركت بذكاء وعزيمة.
لكن -ومع الأسف-، لا أجد ما يدفعني للتفاؤل كثيراً بأن الحكومة أهدافها متوحدة أو متقاربة لمصلحة بناء اليمن وتحريره من الميليشيا والإرهاب والضياع، لكل فريق هدفه المخالف لبقية الفرقاء، اللهم لطفك باليمن.
وقد يكون من المفيد للحكومة نقل شيء من تجربة رئيس #سوريا_الجديدة #أحمد_الشرع ، ومعرفة كيف يمكن محاكاة إنطلاق قواته من أدلب إلى دمشق لمسافة 450 كلم، وكيف تم تحريك الكتائب وأسلوب إدارة العلمليات، وهل كان يقودها شخصاً واحداً ينسق داخلياً وخارجياً، أم 77 قائد لكل منهم لغته ومنهجه!.
جبهة تحرير الشام كانت مُجَرّمَة وغير معترف بها بينما حكومة اليمن معترف بها دولياً، صحيح أن سوريا تختلف كلياً عن اليمن، لكن لنتصور أن فريق عمليات القائد أحمد الشرع كان مترهلاً ولكل شخص منهم هدفه المختلف فهل كان بإمكانه أن يستغل الفرصة التاريخية بتمهيد دولي وينقض بثقة ليطيح النظام السيء ويطرد رئيسه #بشار_الأسد ومعه هرب مائة ألف ميليشياوي إيراني وأفغاني ولبناني وباكستاني وعراقي؟!. وبعد ذلك لم تكن معركة الشرع مع الهاربين بل مع فكرهم وفلولهم ومع معسكرات فرقة المخدرات الرابعة، لكن في اليمن لايوجد فكر محلي ديني أو قبلي يقبل بالكهنوتية، ولا يوجد فلول ستقاتل لأجل عودة ميليشيا تابعة لأجنبي وليس لها حاضنة محلية.
أرض #اليمن ومسالكها الوعرة تتكلم عربي وتعرف أصحابها إذا جاؤوا اليها..