آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-08:58م

سلطنة حضرموت

الأربعاء - 09 أبريل 2025 - الساعة 05:06 م
المحامي صالح عبدالله باحتيلي

بقلم: المحامي صالح عبدالله باحتيلي
- ارشيف الكاتب


إن ادعاءات التيار الانتهازي وورثته المسيطر على جنوب اليمن منذ تخلي الشركات البريطانية عن عدن الى اليوم، بشمولية قضيته، لحدود الجزيرة العربية وأيديولوجية الغوغاء، هي من اسباب فشل هذا التيار منذ ذلك الحين الى اليوم .تلك التي لم تكن قائمة على وعي سياسي أو مشروع فكري متماسك، وإنما على شعارات حماسية، عاطفية، تعبوية، تُلهب الجماهير لتخلق قابلية قتال بعضهم البعض وهذا ما حدث في يناير، نعم بها هم من سحل السلاطين وهم من ارد تسجيل سيناريو اعتذار وعيونهم على سلاطين حضرموت لا غيرهم، بصورة احتيالية يقصد منها خلق ادوات ضد مشروع دولة حضرموت، ليتم بها سحل حضرموت كلها. نعم هم من كانوا يقولون سنطوف على الكعبة بالنجمة الحمراء ولكن شاء الله لمن تبقى منهم، ولم تصبهم لعنته، أن يطوفوا عليها منكسرين معتمرين. نعم هم من قال سنجعل صنعا تدين بالاشتراكية. فأصبحوا في باب اليمن يدينون للمشترك، متسولين يحملون على ضهورهم شوال مليئة بالريالات اليمنية ثمن حصة كل منهم في الجنوب. هم بعينهم الذين كانوا يشغلون مدراء الامن والاستخبارات والتحقيق والتحري وامن الدولة على طول الجنوب وعرضه وبعد معركة 1994 قالوا انهم ينتمون الى إب وتعز. هم محقون في ذلك ولا عيب اذا عادو من حيث اتوا وتصالحوا مع اخوانكم الكرما في اب وتعز.

ان خروج حضرموت من دائرة الصراع بين الشمال والجنوب، سيكون عاملا مفيد للطرفين سيكون من عوامل تحسن الحالة النفسية المضطربة لدى قطبي الصراع جنوبا وشمالا ، ولن يكون لديهما ما يدفعهما او يبرر لهما مجددا التمسك بشعار الانفصال او الموت او الوحدة او الموت و سيلتقيان على قواسم مشتركة تجمعهما على تقبل مبدأ العيش المشترك، ومع هدوء الاعصاب سيعرفون انهم جميعا حمير، وحمير من صنعاء الى يافع.

ان الدولة الجنوبية المعاقة التي بسطت سيطرتها على جغرافيا حضرموت - حضرموت والمهرة وسقطرى وميفعة- ما كان ليحدث لها ذلك الا لان القيادات المعاقة عقليا كانت قد تصدرت المشهد، وقدمت حضرموت لجنوب اليمن مراكز وهمية كحالة تنصيب البعض الان في واجهة الانتقالي، التي ستشعر يوما ما كتلك التي شعرت اليوم، بالندم الشديد، معنى ذلك ان شعب حضرموت يعلنها اليوم ان لا تبعيه بعد اليوم، ولن يجد القادمون من المثلث أدوات محلية، ولن تسقط حضرموت تحت هيمنة جنوب اليمن مجددا، وهو مؤشر كبير على اقتراب موعد النصر.

بخلاف الأصوات النشاز التي اقتحمت حضرموت قادمة من المثلث التي تحاول اثارة الجدل اليوم حول ما إذا كان من الممكن حدوث ذلك ام لا ، ان ادعاءات التيار الانتهازي، الذي ينطلق دائما من الضالع ويافع وورثته المسيطر على جنوب اليمن منذ تخلي الشركات البريطانية عن عدن الى اليوم ، الذي ينادي اليوم بضرورة كسر حضرموت، مازال يكرر نفس الأخطاء، وبنفس الشعارات القديمة، التي شوهت صورة المثلث في الجنوب ، شعب حضرموت إنما يذهب لإعلان دولة، ليقين لديه ان تجريب المجرب إنما هو ضرب من الجنون. وكان الاجدر بالغوغائيين أن يفهموا انه لا توجد فرصة لكسر حضرموت، وان ما يقومون به سينعكس سلبا على علاقة التعايش بين الحضارم وابناء يافع الحضارم ، الآن وبعد قيام دولة حضرموت.

ان تلك الأصوات انما هي شذوذ يتسلق فوق المنطق وشذوذ يتخذ من ثقافة الدروشة العابرة لحدود ثلاث محافظات من غرب اليمن الى ابعد نقطة في الشرق، اداة لثني الحضارم عن الذود عن قضيتهم ، الحضارم الذين لم يرفعوا يوما ما أي راية في المثلث.

ان احتكار التيار الانتهازي المسيطر على جنوب اليمن- الممتد منذ رحيل بريطانيا عن عدن الى اليوم – الذي كان صاحب الحق الحصري في رسم ملامح كل المرحل المعاقة في جنوب اليمن، لا يريد ان يتوقف قبل تدمير حضرموت، وهو يعلم انه قد بدد ايضا مجرد بصيص امل في اقناع شعب حضرموت بالقبول بالتجريب مجددا. لقد ترسخ لدى الحضارم مؤخرا ان الدولة المسخ التي سيطرت على حضرموت يوما ما لم يعد لها من وجود في الواقع وفي نفوسهم أيضا.