ساعات قليلة وسيلتقي أبناء حضرموت في الهضبة... نقول الهضبة لأنها سر تجمعهم، وسر توحدهم في انتزاع حقوقهم، وهي إن أردنا القول: سر نجاحهم.
فمن هناك، هذا العام، بدأت المطالب الحقوقية الحضرمية التي تبناها وضحى من أجلها الإخوة في مؤتمر حضرموت الجامع وحلف قبائل حضرموت.
وعلى مدار الشهور الماضية، ظلوا مرابطين هناك في الهضبة.
ورغم طول هذه الشهور وما حملته من عناء وتعب، فإنهم، ومن خلفهم الحاضنة الشعبية الحضرمية، ظلوا متماسكين، مع ازدياد الأعداد المؤيدة لهم.
فمن فعالية إلى أخرى، نرى وجوهًا جديدة، إما حاضرة في خيمة الهضبة نفسها، أو تعلن تأييدها المطلق لهذا العمل الحضرمي الخالص، الذي لم يتجاوز جغرافية حضرموت.
هذا العمل لم يُستدعَ فيه العداء لأحد، بل هو شأن حضرمي بامتياز، ومع ذلك لم يسلم من الأذى والنقد من أولئك الذين اعتادوا النيل من حقوق الآخرين.
السر الحقيقي في نجاح هذا الترابط الحضرمي هو اتساع دائرة التأييد.
ولذلك أسباب عدة، أبرزها أن من انضم لاحقًا كان يراقب المشهد بدقة، حتى توصل إلى حقيقة كانت غائبة عنه، فقرر أن يكون جزءًا من هذا الموقف.
هؤلاء، حين يؤيدون، يضيفون زخمًا واسعًا، وتأثيرهم يمتد إلى آخرين مثلهم.
الساعات القادمة كفيلة بكشف حقائق جديدة.
وكيف لا تكشف، ونحن نرى بعض أبناء حضرموت، ممن يزعمون حب حضرموت، يرفضون الذهاب إلى هذا اللقاء؟
لكن، من ينظر بعمق، سيعلم أن هذا "الحب" ليس سوى حقد مغلف، وكراهية مموهة بشعارات الحرص الزائف.
ولنكن منصفين، هل لديكم تفسير آخر لهذا الرفض؟
الحضارم مجمعون على التلاقي في الهضبة، وأنتم ترفضونه بحجج واهية، من مثل حماية النخبة!
وما دخل النخبة بهذا اللقاء؟
من سيلتقون هناك هم آباء وإخوان لأفراد في النخبة، والنخبة نفسها ليست عدوًا للحضارم، فهم من صلب هذا الأرض.
سؤال أخير:
هل تعتقدون أن هؤلاء الذين عزموا على إحياء هذا اللقاء، والذين عرفوا بالفطنة والوفاء، سُذّج وغير مدركين لما يفعلون؟
وأنتم أكثر ذكاء وحرصًا منهم على حضرموت؟!
نقولها بملء الفم: الساعات القادمة ستقلب الموازين، وستُظهر من هم المخلصون لحضرموت، ومن هم الكارهون، مثلكم، إلى مزبلة التاريخ، غير مأسوف عليكم.
كما قلنا أعلاه:
هي ساعات قليلة... لكنها مفصلية في تاريخ الأمة الحضرمية الحديث، وتحمل في طياتها بشائر ومفاجآت مفرحة.
فلنترقبها بشيء من الأمل والتفاؤل.