حين يرفع المعلم راية الإضراب في المدارس الحكومية مطالبا بحقوقه المشروعة فإننا نقف معه بكل قوة فالمعلم حجر الزاوية في بناء الأوطان وكرامته من كرامة المجتمع.
لكن أن يغلق باب الفصل في وجه أبناء الفقراء في المدرسة الحكومية ثم يفتحه بابتسامة في المدرسة الأهلية التي لا يقدر عليها إلا أبناء الأغنياء فهنا تختل المعادلة وتضيع الرسالة.
إن التعليم حق للجميع وليس ترفا يمنح لمن يملك المال ويحرم منه من لا يملك.
وما لم يكن المعلم منسجما مع مبادئه فإن كل حديث عن العدالة والرسالة والضمير المهني يصبح مجرد شعار فارغ.
إن استمرار هذا السلوك لا يجرد المعلم من مشروعية المطالبة بحقه فحسب بل يضرب الثقة في نبل مهنته ويجعل إضرابه مجتزأً لا يقنع إلا من يريد تبرير العبث.
فليضرب الجميع أو ليدرس الجميع لا أن يكون الفقير هو الضحية الوحيدة في كل معركة!
هذه ليست عدالة ولا رسالة ولا مهنية.
بل انحياز خطير نحو تحويل التعليم إلى سلعة يمنح على قدر الجيب لا على قدر الحلم والطموح.