بدأت بعض الأسر في مدينة تعز بالنزوح من مساكنها، نتيجة لتفاقم أزمة المياه التي تعاني منها المدينة منذ أشهر، في مؤشر مقلق على احتمالية تحول الأزمة إلى حركة نزوح جماعي.
وبحسب ما أفاد به سكان محليون، فقد شوهدت عائلات وهي تنقل أثاثها على متن شاحنات متجهة إلى مناطق ريفية أو محافظات أخرى شمالية، هربًا من شح المياه وظروف المعيشة القاسية.
وأثارت هذه المشاهد قلقًا واسعًا بين المواطنين والناشطين المدنيين، الذين حذروا من تصاعد الأوضاع لتصل إلى ما يُعرف بـ"الهجرة المناخية"، حيث يضطر الناس لترك منازلهم نتيجة تدهور بيئي متسارع.
وحذر باحثون في المناخ والبيئة من أن محافظة تعز على وشك مواجهة كارثة إنسانية، ما لم يتم التحرك العاجل، داعين إلى إعلان حالة الطوارئ وبدء تنفيذ خطة تدخل طارئة تشمل تأهيل شبكات المياه، وتوفير مساعدات عاجلة، والاستثمار في مصادر مستدامة مثل الحفر العميق ومشاريع التحلية.
وأكد أحد المتخصصين في الاستدامة البيئية أن "تعز لا تواجه مجرد نقص في المياه، بل أزمة وجود حقيقية تهدد استقرارها"، مشيرًا إلى أن الإهمال الرسمي وتردي البنية التحتية يفاقمان المأساة.
من جهتهم، عبّر ناشطون إنسانيون عن بالغ قلقهم من تدهور الأوضاع، مطالبين السلطات المحلية والمركزية بالتحرك الفوري، قبل أن تصل الأزمة إلى مرحلة اللاعودة.
وتُعد تعز من أكثر المدن كثافة سكانية، لكنها تعاني منذ سنوات من تبعات الحرب وانهيار الخدمات، مما يجعلها اليوم في مواجهة مباشرة مع واحدة من أسوأ الأزمات البيئية في تاريخها الحديث.