يعيش العالم اليوم *ثورة تكنولوجية غير مسبوقة* ، حيث تتغير المفاهيم والأدوات بشكل سريع، مما يجعل من الضروري أن تكون المنظومات الفكرية والفقهية قادرة على *مواكبة هذه التحولات* . ومع ذلك، لا يزال الكثيرون ينظرون إلى الفقه الإسلامي بمنظور *القرن السابع الميلادي* ، دون الأخذ بعين الاعتبار أن *التغيير هو سنة الله في خلقه* ، وأن الجمود الفكري قد يؤدي إلى *الانحسار والتراجع* .
*الفقه الإسلامي بين الأصالة والتحديث *
الفقه الإسلامي، الذي تأسس على قاعدة *الاجتهاد والتطوير* ، لم يكن يومًا متصلبًا أو معزولًا عن العصر الذي وجد فيه.
فالعلماء المسلمون، عبر العصور، قدموا *رؤى فقهية جديدة* تتماشى مع مستجدات الحياة، سواء في الاقتصاد أو المعاملات أو حتى السياسة.
ومع ذلك، نجد أن بعض المدارس الفقهية لا تزال *تعتمد على اجتهادات قديمة* دون إعادة النظر فيها وفق المستجدات الحالية، مما يخلق فجوة بين *الواقع الحديث* وبين الفقه الذي يجب أن يقدم حلولًا عملية لمشاكل المسلمين في العصر الحالي.
*هل الفقه التقليدي قادر على مواكبة *
مع ظهور *الذكاء الاصطناعي، العملات الرقمية، الجراحات الروبوتية، والتطورات العلمية المتسارعة* ، بات من الضروري أن يكون هناك *تحديث مستمر للفقه الإسلامي* ليكون قادرًا على الإجابة عن أسئلة العصر الجديد، مثل:
- ما حكم العقود الرقمية والتجارة الإلكترونية؟
- كيف يمكن تنظيم المعاملات المالية عبر تقنيات البلوكتشين؟
- ما موقف الفقه من الذكاء الاصطناعي وتأثيره على القرارات القانونية؟
هذه الأسئلة *لم تكن مطروحة في القرون الماضية* ، لكنها اليوم تشكل *واقعًا يجب التعامل معه بفقه يواكب العصر، لا بفقه يعتمد على رؤى قديمة لا تأخذ التكنولوجيا في الاعتبار*،
*قاعدة التجديد:من لا يتجدد يتبدد *
إذا لم يتجدد الفقه الإسلامي ليواكب العصر، فإنه سيتحول إلى نصوص *لا تلبي احتياجات المسلمين في الواقع الحديث* ، بل قد يصبح عائقًا أمام تطورهم في المجالات التقنية والاجتماعية.
القاعدة واضحة: *من لا يتجدد يتبدد، ومن لا يتطور يتدهور، ومن لا يتقدم يتقادم* . هذه ليست دعوة للتخلي عن الأصول الإسلامية، بل دعوة لإعادة صياغة الفقه بحيث يكون *أداة لفهم الحاضر واستشراف المستقبل* ، وليس مجرد تكرار لاجتهادات الماضي دون مراجعة.
*الحاجة إلى فقه يواكب العصر *
الفقه الإسلامي يجب أن يكون *مرنًا ومتطورًا* ، بحيث يقدم حلولًا عملية لتحديات التكنولوجيا الحديثة، لا أن يبقى حبيسًا في اجتهادات زمن مضى.
*التغيير ليس تهديدًا، بل فرصة للتكيف مع الواقع الجديد، وخلق فقه قادر على التفاعل مع العالم الرقمي، وتحقيق توازن بين الأصالة والمعاصرة.*
المستقبل يتطلب *اجتهادًا جديدًا* ، يقود الفكر الإسلامي نحو مرحلة أكثر انسجامًا مع تطورات البشرية المتسارعة.