رجال قليلون هم من يعشقون المهنة فيعملون فيها ولها بتفان واخلاص حتى تغدوا عشق وفن يتحلى به صاحبه ، وحينما تراه يضفي البدائع الحسنة ليسن بها الية ترفع من مستوى العمل والخدمة للاخرين .
وفي هذا المقام ونحن امام هامة نقابية من الرعيل الذي عايش الوضع النقابي في ظل عنفوانه وزخمه ، وفي حين ذاع صيت النقابات هنا وهناك نتاج اعمالها الخلاقة التي اضفت على العمل التنظيمي بروتوكولات حياة تسر الناظرين بحسن صنيعها ورونقها ، وهم يشاهدون الرواد في العمل النقابي يسيرون بخطى ثابته نحو العلى والتمكين لمداميك العمل ليصبح شامه ومنبر خلاق يستشف من عبق وسحر القوانين المنظمة لحياة البشر .
ومن هؤلاء العمالقة الذين صنعوا المجد النقابي حنيما نهلوا منه حتى النخاع فحولوه جداول سلسبيل للجيل الصاعد ليحذوا حذوهم في التشبث باسرار المهنة وتصويبها لاسعاد الاخرين ، من خلال تصويب سهام الخير والصلاح في مضمار العمل النقابي لخدمة المجتمع .
وصاحب الباع الطويل الذي نحن امامه اليوم هو الصرح العظيم ( ناصر حسين الربيزي ) ، نعم انه ذلك الرمز الذي تنقل في مراتب العمل النقابي ليصبح اسطورة يتغنى بمناقبه كل من عرفه في تواضعه وحبه للاخرين ، وحينما ظل نبراس مضيء ومرجعية كلما تعسرت الحلول في القضايا والاشكاليات التي تحصل في المراسي والخطوط المتشعبه ، ومن خلال سرعة البديهية في الحلول الشافية التي تمحي الضرر وتجبر الخواطر .
النقابي الربيزي اطال الله في عمره رمز من كوكبة الزمن الجميل ، وسيظل بعون الله شامخ صلب رادع لمن لايحبون جمال روعة القانون الساري المنظم للحركة ، والصديق الصدوق مع يداعب خيالهم روح المصداقية في اضفاء روح التسامح والسمو فوق الصغائر ، وفي ذلك ماينمي ضفائر العلاقة ويسد ثغرات الخلاف .
ومن هاجس الوعي الساطع في ذاكرة الربيزي صنع المعروف ، وعلى اثر ذلك اكتسب قلوب الاخرين ليبادلوه الوفاء بالوفاء ، ومن سر الوفاء الرافع للقدر والمروة ، تجذر الود واينعت الالفة ، وبذلك تدرج في سلالم الرقي من موقع لاخر يعمل وينظم من حوله حتى اصبح ضاهرة فريدة في شخص يعتمد عليه اينما حل وصنع التغيير في المجتمع المحيط .
كل الشكر والتقدير للصرح النقابي ناصر حسين الربيزي الذي ظل يتنقل على دروب العمل النقابي ليضع البصمة الخالدة والبذرة الصالحة في ذواكر نقابيي الجيل الصاعد .
من / عبدالله الصاصي