يرتبط زمن الوطنية في ذاكرة الوطن وذاكرة كل إنسان شريف بالرئيس الراحل سالم ربيع علي والفنان محمد محسن عطروش ، عطروش لم يكن فناناً عادياً إنه صوت الراحة والوطن والثورة ، كما أسهمت أغانيه في تعليمنا مامعنى النضال ، نموت وقوفاً ولانعيش راكعين ، في الجنوب كان شعب باكمله ينتصر لقيمة الأرض والحياة ويضحي بما هو زائل من أجل ماهو اكثر بقاء !
في عهد الرئيس ربيع كان طموح ابناء الطبقة الوسطى واسع بكل شرائحها الفقيرة مندفعاً باماله البسيطة إلى ذرى النجاح ، والحق أن تاريخ الرئيس سالم ربيع علي هو تاريخ الصمود والنضال والذي من خلاله استطاعت الطبقة المسحوقة أن تتمرد على الطبقات الإقطاعية لتجد لها مكاناً تحت الشمس وعلى نصيب عادل في ملكية الوطن وليس كحال اليوم !
قد لاندري ماهو النضال الحقيقي الذي نريده للخروج بالوطن من هذه الأزمة ، وعلى ذكر هذا وفي ظل الانقسامات السياسية والطائفية والمستجدين في المطبخ السياسي يقف مفهوم الديموقراطية عاجز وفي مأزق حرج على أعتبار أننا لم نبصر ذلك المصطلح الإ في دول الغرب ونجد أن الديموقراطية فكرة حديثة في واقعنا السياسي ، بعدها أتى الطوفان وكرّس فكر الأيديولوجيا الجبرية على مدى عقد من الزمن ويزيد ، صنع الرفاق فيه كروش كبيرة من أجلها باعوا النضال والديموقراطية والوطن بثمن بخس ، متناسين أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم !
هل لدينا القدرة على ممارسة العمل الديموقراطي ، وأي عمل ديموقراطي سوف يصبغ ويعيد لنا الامل ، هل هي الديموقراطية المعلبة والمستوردة بمفاهيم ومرادفات بحتة تحت حجة التحديث ، ام المفهوم الديموقراطي بنكهة البروليتاريا الذي ناضلا من اجله سالمين وعطروش وبات مفهوم جميل ليحيا به الشعب !
يخرجون في الصباح مدركين ان عودتهم إلى منازلهم امر مشكوك فيه ، وأنهم سيدفعون ثمناً لن يقل عن الموت أو الاعتقال ، وعلى الرغم من ذلك تمتلئ بهم الشوارع والطرقات وأسطح المنازل متحدين بذلك النضال والديموقراطية المُزيفتين !
يكمن الخطر على هذا المفهوم من النخب ومن القوى السياسية الوليدة المتخلفة سواء كانت تحت غطاء ديني أو غيره من القوى اليسارية ، سألني صديق أشك في صدق نواياه عن جدوى ماتفعله النساء ونزولهنّ إلى الساحات أدهشني السؤال وأفزعني في نفس الوقت ، فقلت له يكفيهنّ أنهن مناضلات بشرف وكبرياء غاب هذا النضال عن الكثير منا ، فهن يقدّمن الموت ثمناً ليبقى الرجال في الجنوب رجال !