آخر تحديث :الخميس-03 يوليو 2025-06:19ص

همسة لو تصل إلى إذن رئيس الوزراء اليمني

الأحد - 08 يونيو 2025 - الساعة 11:10 ص
د.هاني القاسمي

بقلم: د.هاني القاسمي
- ارشيف الكاتب


دولة رئيس الـوزراء، هذه همسة لا تحمل ضجيج النقد ولا لؤم التوبيخ، لكنها مشبعة بحب الوطن، مشفوعة بهمّ الناس، ومسطّرة من قلبٍ يرجو أن يرى هذا البلد ينهض من تحت ركام التردّي، وقد عانى ما عانى حتى كاد الأمل أن يتلاشى في عيون أبنائه.


نحـن لا نطلب المعجزات ولا ننتظر عصًا سحرية، لكننا نحلم بفريق دولة لا بفريق ولاءات؛ نحلم بأن تحيط نفسك بأهل العلم لا بأهل الصوت العالي، بأصحاب الضمير لا أصحاب الصفقات، برجال دولة لا رجال مصالح.


الوطـن، لا يُبنى على الولاءات المناطقية، ولا يقوم على قواعد الترضيات السياسية، بل يُبنى بالكفاءات، ويُنهض بالنزاهة، وتُصان جدرانه بالمؤسسات لا بالأشخاص.


ولـذا، فإن من أولى أولويات المرحلة أن تمدّ يدك للخبراء، أن تبحث عن أصحاب التجارب النظيفة، أن تفتح الباب لمن ظل خارج المعادلة لأنه رفض أن يتلوّن، أو أن يساوم.


دولة الرئيـس، في هذا البلد مئات العقول النيرة، من لم يهاجر منهم قسرًا، عزف عن الاقتراب من دوائر القرار لأن القرب منها بات مرادفًا للخذلان أو للتنازل عن القيم؛ هؤلاء هم من ينبغي أن تطرق أبوابهم، وتفتح لهم صدرك، وتجعل منهم سواعد بناء لا مجرد ديكور سياسي.


واعلم أن التاريخ لا يخلّد المقاعد، بل يخلّد المواقف، وأن الحكمة لا تكمن في البقاء طويلاً في الكرسي، بل في ترك أثر لا يُمحى في ضمير الناس.

فابنِ حولك فريقًا لا يخافك بل ينصحك، لا يهادنك بل يواجهك بالحقيقة، فريقًا يرى الوطن قبلك، والمصلحة العامة فوق الجميع.


هـذه همسة، لو وصلت إلى أذنك، لعلّك تقرأ فيها ما لا يُقال صراحة، وتسمع فيها ما يُهمَس به في أروقة الناس، وتدرك أن في هذه البلاد من لا يزال يؤمن أن بإمكانها أن تُصلح، إذا ما أُحسن الاختيار، وصَدق العزم، وتقدّمت النوايا على المكاسب.


ولك أن تعتبرها مجرد كلمة… أو أن تجعلها بداية لشيء مختلف.