آخر تحديث :السبت-14 يونيو 2025-08:50م

يوم الغدير في ميزان الشريعة

الجمعة - 13 يونيو 2025 - الساعة 10:00 م
عبود الحربي

بقلم: عبود الحربي
- ارشيف الكاتب


يحتفل الشيعة من كل عام بما يسمى بعيد الغدير الذي يوافق يوم الثامن عشر من ذي الحجة بزعم أن رسول الله صل الله عليه وسلم أوصى بالولاية من بعده لـ علي إبن أبي طالب رضي الله عنه وهذا الكلام غير صحيح ولا يمت للشريعة الإسلامية بأي صله ولكن اخترعه البوهيين الفرس وهم من الشيعة الزيدية الذين نقلوا عقائدهم وأفكارهم مبكراً إلى شمال اليمن وذلك لأغراض سياسية بحته إلى جانب الطعن في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين وهذا الطعن هو من صُلب العقيدة الشيعية التي تقوم في الأساس على الطعن في الصحابة بل والتشكيك في عدالتهم ولعنهم وصولاً إلى تكفيرهم من خلال أدبياتهم المتوارثة لقرون ونشر ذلك على روؤس الأشهاد بدون تقية عبر مواقع التواصل الإجتماعي والقنوات الفضائية التابعة لهم بالصوت والصورة بلا خوف من الله ولا حياء من الناس ،


وعند النظر للغدير من ميزان الشريعة الإسلامية الصحيحة نجد أن الشيعة ومنهم الحوثيون في اليمن يستدلون بحديث " من كنت مولاه فعلي مولاه....الخ " هذا الحديث مختلف في صحته قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :"وأما قوله من كنت مولاه فعلي مولاه فليس هو في الصحاح لكن هو مما رواه العلماء وتنازع الناس في صحته فنقل عن البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث انهم طعنوا فيه... وأما الزيادة وهي قوله اللهم وال من والاه وعاد من عاداه الخ فلا ريب انه كذب..." [ منهاج السنة 7/319 ]


شيء أخر أن خرافة" الولاية " المزعومة تصادم وبشكل عنيف مبدأ الشورى في الإسلام التي على أساسه تمت الشورى بين المسلمين وتم إختيار أبي بكر الصديق رضي الله عنه خليفة للمسلمين بعد وفاته صل الله عليه وسلم ثم لو كانت الولاية من الشريعة لكان هناك نصوص شرعية واضحة في الكتاب والسنة قال تعالى" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً " ولما كان هناك خلاف كبير ولكان الصحابة ومنهم علي إبن أبي طالب رضي الله عنه تكلم وقاتل وذلك من باب تنفيذ وصيته صل الله عليه وسلم وقبل ذلك وقبله لما بايع علي رضي الله عنه أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم،


ومن الأشياء المهمة أن النبوة دين ارسله الله رحمة للعالمين وليس ملكاً يتوراثه الأبناء والأحفاد والأسباط عن الأباء والأجداد وليس مجداً عائلياً كما يتصور الشيعة ومنهم الحوثيين الذين يقدسون هذا المفهوم أكثر من تقديسهم للإسلام والقرآن وعيدي الفطر والأضحى وذلك لأغراض سياسية في الحكم والسيطرة والنهب والسلب وإستعباد الشعب اليمني وسفك دماءهم وتكفيرهم كما فعل اجدادهم من الأئمة الزيدية على مدار القرون السابقة،


الشيء المهم الذي يجب معرفته في حالة صحة الحديث المذكور أن رسول الله صل الله عليه وسلم أراد بذلك إزالة القيل والقال وكثرة الكلام الذي كان يتناقله الناس بخصوص علي إبن أبي طالب رضي الله عنه بعد حادثة أمره لنائبه على الجند بخلع الملابس والحلي التي كان نائبه قد أعطاها والبسها للجنود لمقابلة رسول الله صل الله عليه وسلم أثناء قدومهم من اليمن إلى جانب منعه لهم من إستعمال أبل الصدقة والذي بسببها اشتكى الجند بذلك إلى رسول الله صل الله عليه وسلم ولذلك لما اكمل رسول الله صل الله عليه وسلم أداء مناسك الحج في السنة العاشرة للهجرة وعند مروره بغدير خم الذي يبعد عن مكة بأكثر من 150كم قام بالناس خطيباً وتكلم بكلام طيب عن علي إبن أبي طالب رضي الله عنه وذكر فضله وغير ذلك من محاسنه ليمحوا مافي قلوب البعض من المسلمين عنه ولإصلاح ذات البين نصحاً وتعليماً لأهل المدينة كونهم من جنوده ولو كانت المسئلة خاصة بالولاية المزعومة لتكلم في مكة التي اجتمع إليها المسلمين من كل مكان وليس في غدير خم الذي يقع ضمن المنطقة الجغرافية لميقات الجحفة الخاص بحجاج اهل الشام ومصر والمغرب وممن ياتي من الساحل من تلك الجهة ،


الخلاصة المفيدة أن ما يسمى بيوم الولاية او يوم الوصية وغير ذلك من المسميات لا أصل لها في الشريعة الإسلامية ولا تمت للحقيقة بصلة لا من قريب ولا بعيد وهو تخوين صريح للصحابة رضي الله عنهم ولا يروج لهذه البدعة السياسية المغلفة بغلاف الإسلام وأهل البيت النبوي إلا الفرس وأذنابهم الحوثيين في اليمن من أجل إضفاء الشرعية الدينية لجرائمهم عبر التأريخ الممتد منذ قدوم الإمام الزيدي يحيى إبن الحسين إبن القاسم بن طباطبا الرسي إلى صعدة وحتى ظهور وعودة أحفاده الحوثيين للحكم سنة 2014 من خلال إنقلابهم الغادر على الشرعية اليمنية وإحياء البدع والخرافات والشركيات الشيعية التي كان اليمنيون قد تخلصوا منها عام 1962 بثورة يمانية حميرية أنهت قرون طويلة من الحكم والسيطرة والتجهيل والإستعباد الإمامي الزيدي الجاهلي وأعادة اليمن لليمنيين بالقوة والسلاح


نتمنى من الفرقاء "اليمنيين" سياسين وعسكريين وقبائل ومواطنيين أن يدركوا جيدا أن الغدير حيلة وخدعة سياسية المراد منها حكم اليمن والسيطرة عليه سياسيا وعسكريا وثقافيا وعقائديا من قبل إخوان المستعمر الفارسي الإيراني في اليمن وهم المليشيا الزيدية الحوثية الإيرانية الذين إستطاعوا من خلال التنظيم السري للهاشمية السياسية من التغلغل بين صفوف جميع القوى السياسية اليمنية وضرب اليمنيون بعضهم ببعض وصولا إلى السيطرة على العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات الأخرى ولولا الدعم غير المحدود من الأشقاء لكانت المليشيا الحوثية الإرهابية الزيدية المدعومة من إيران وغيرها قد سيطرت على اليمن من أقصاه إلى أقصاه وعليه لا بد من وحدة الصف وتوعية الشعب التوعية الصحيحة بكل الخرافات والخزعبلات والأكاذيب التي يروج لها الإعلام المعادي وخصوصا خرافة "يوم الولاية" وإدعاء النسب "النبوي الشريف" و "الإصطفاء الإلهي" وغير ذلك مما يروجون له من خرافات وأكاذيب سياسية ودينية بين أبناء الشعب اليمني،.