آخر تحديث :الخميس-26 يونيو 2025-04:10م

عصر القوة

الأحد - 22 يونيو 2025 - الساعة 01:20 م
احمد الجعشاني

بقلم: احمد الجعشاني
- ارشيف الكاتب


أنها القسوة في كل عين ، وفي كل كلمة ، وفي كل لمسة ،وفي كل وعد وكل وعيد، وان الدنيا أصبحت غابة من ألاسمنت المسلح ،وأصبحت أنياب الناس مسدسات ،وكلماتهم مفرقعات ،وأفكارهم عصابات ، والحب حربا والحرب حبا والدنيا كألاخرة ) تعد هذه المقولة الخالدة هي أخر مقال كتبه الكاتب الكبير أنيس منصور ، قبل وفاته بشهر واحد فقط في صحيفة الشرق ألاوسط في مقال بعنوان ( أنها القوة في كل مكان ) انه لتجسيد رائع لمفهوم العدالة ولغة القوة بين الناس وأضهر لنا أن لغة القوة هي اللغة السائدة التي تحكم العالم ، حيث جاء تفسير الكاتب أنيس منصور أن لغة القوة أصبحت بدلا من لغة الحوار والعقل ، ولعل هذا هو ما يضعنا اليوم امام تحدي سافر لما يحدث في غزة من دمار وقتل وحصار ، متجاوزا ذلك ما قاله الكاتب الكبير أنيس منصور بسنوات منذوا وفاته في( 2011/8/21 ) سابق عصره وما يحدث اليوم وهو ما يوحي لنا أن القوة والقسوة أصبحت في كل لمسة وكل كلمة على شعب ضعيف وأعزل ، ولولا القوة وما تملكه أسرائيل من سلاح وحماية أمريكا لما أستطاعت أن تفرض أراداتها على العالم أجمع ، ولا وجود الى السلام او لغة الحوار بين القوي والضعيف ، ولعل هذا ما يقودنا اليوم وما يحدث من حرب مستعرة بين أسرائيل و أيران ، يثبت لنا أن الحل يكمن في القوة ولا شئ غير القوة ، بادرت أسرائيل في عنجهية حمقاء الى ضرب المفاعلات النوويه الايرانيه مستخدمتا قوتها وهيمنتها ففتحت على نفسها الباب على مصراعيه بين الدولتين وكلهما عنصريتين عنصرية الساميه للجنس اليهودي وعنصرية ولاية الفقيه، فاندلعت بينهما حرب المدن الحديثة أيران ترد و تضرب أسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيره ، وما أحدثته من دمار شامل في البنية التحتيه ولاول مرة تحدث لإسرائيل، الضرب في عمق أسرائيل، ولكن قد لايغير شئ في منظومة أسرائيل الصهوينيه ستظل هي دولة أسرائيل كما هي الدوله الصهوينيه المارقة العنصريه ، وايضا الضربات الإسرائيلية العميقة لايران لن تستطيع أن تغير نظام الحكم في أيران وتغير نظام الملالئ وولاية الفقيه ، ولم تستطيع أيضا وقف برنامجها النووي ، لأنها في أماكن محصنه ومحميه تحت ألارض ، وقد تتدخل في الاخير أمريكا الحرب ولكن بضربات معينه و محددة على المنشأءات النويه لاضعاف القدرات ألايرانيه لطاقة النويه بقنابل كبيرة وشديدة التفجيرة ، ثم ستتوقف الحرب بينهما بعد خسائر فادحة لطرفين وأستنزاف كبير لقدارتهما العسكرية ، وتعود كل دولة لبناء ما تهدم في الحرب ، وربما تعود أيران للحوار بعد تدخل روسيا والصين وبضمانات دوليه .

مشهد يعكس لنا قيمة الواقع الذي نحن فيه هوأن لغة القوة هي لغة العالم ، حتى أصبحت وسيله تفرض نفسها داخل مجتمعاتنا، ولعل ما يحدث بين الدول هو ما يحدث داخل المجتمع ، لامجال للحوار بين الناس الكل يستخدم القوة قبل الحوار ، الدوله تفرض قوتها على المواطن بالضرب والسجن ، والمواطنين يضربوا بعضهم البعض ، وأن لغة الحوار بين الناس هي القتل والموت ، لا يستطيعون الحياة بدون قتلهم لبعض في كل يوم بل في كل لحظة ، يموت الناس كل يوم بسبب و بدون سبب ، وماحدث قبل يومين في عدن ، أثناء مسيرة نسائيه تخرج منددة رافعة شعار الغلاء الفاحش والكهرباء لاجل صيف حار لايرحم ، تتعرض النسوة للضرب بقسوة من رجال الامن وأطلاق الرصاص أمام النسوة ، هل يجب التضحية بالسجن والضرب لاجل نيل الحقوق والمطالب ، هل يجب أن يقتل الناس لأجل كم شخص في السلطه ، هل يجب أن تسال الدماء وتهتك الاعراض حتى يعلوا صوت الحق .

أصبحت لغة القوة وسيلة الدوله في قمع وأجهاض المطالب الحقوقيه للناس ، لغة الحوار مابين الدوله والناس تكاد تكون معدومه ، الضرب بالقوة وبيد من حديد على كل من يطالب بإصلاح الخدمات والمطالب الحقوقيه ، دليل على ضعف الدوله في مواجهة حقوق الناس ومطالبهم ، بينما المفروض على الدوله ان تقدم سلوك حسن و قدوة حسنه حتى يقتدي بها أمام المواطن ، ولكن ماذا عسئ ان نقول الا ماقاله أمير المؤمنين عمر أبن الخطاب ، أن أشقى الولاة من شقيت به رعيته .