آخر تحديث :الجمعة-01 أغسطس 2025-01:26ص

مسيرة مجد وعطاء لا تُنسى

السبت - 28 يونيو 2025 - الساعة 08:34 م
خديجة الجسري

بقلم: خديجة الجسري
- ارشيف الكاتب


في لحظات اختلطت فيها مشاعر الفخر بالحزن، والامتنان بالوداع، وقف الجميع وقفة إجلال وتقدير لأستاذٍ أفنى أكثر من ثلاثة عقود من عمره في خدمة التربية والتعليم، فكان مثالاً للعطاء والإخلاص والقيادة الحكيمة. كُرم الأستاذ الفاضل أحمد، الذي ترجل عن صهوة ميدان التعليم بعد 33 عاماً من البذل والعطاء المتواصل، بدأها معلماً، ثم وكيلًا، ثم ختمها مديراً وقائدًا تربويًا يُحتذى به.


منذ أول يومٍ خطى فيه الأستاذ أحمد أبواب المدرسة، كان يحمل بين جنباته شغف التعليم، وإيماناً راسخاً برسالة المربي، لم يتوانَ يوماً عن أداء واجبه، ولم يدّخر جهداً في سبيل الارتقاء بأبنائه الطلاب، وبيئته التعليمية. كان صوته المليء بالحكمة، ونظرته الثاقبة، وأسلوبه الراقي، مصدر إلهام لكل من حوله من طلاب ومعلمين وزملاء بشهادة الجميع .


عرفه الجميع بالعدل والحزم، بالحكمة والتواضع، بالإخلاص والتفاني، فاستحق محبة كل من تعامل معه، وبنى لنفسه مكانة لا تُمحى في قلوب الأجيال. كوكيل، كان سنداً للمعلمين، وركيزة للنظام والانضباط. وكمدير، كان قائداً حقيقياً، يرسم الطريق برويّة، ويقود بخُلق رفيع، واضعاً مصلحة الطالب والمدرسة فوق كل اعتبار.


رحلة الأستاذ أحمد ليست مجرد سنواتٍ تمضي، بل هي صفحات مشرقة من الإنجاز والنجاح، ومواقف من النبل والقدوة، ستظل راسخة في ذاكرة من عرفوه، وستبقى ثمارها تنضج في نفوس كل من تتلمذ على يديه أو عمل معه.


وفي يوم تقاعده، لم يُقال له وداعاً، بل قالوا جميعاً : شكرًا بحجم السماء، شكراً لأنك علمتنا أكثر من المناهج، لأنك كنت قدوةً قبل أن تكون مديراً، لأنك غرست فينا قيم العمل والصدق، وقدّمت للتعليم ما لم تقدّمه الكلمات.


نسأل الله أن يجعل ما قدمته في ميزان حسناتك، وأن يكتب لك حياةً بعد التقاعد مملوءةً بالصحة والسعادة والطمأنينة والسعادة. فأمثالك لا يغيبون عن الذاكرة، ولا تنتهي رسالتهم بالتقاعد، بل تبقى آثارهم ممتدة، تشهد لهم في كل جيل.


دمتَ فخراً للتعليم، ومثالاً يحتذى به.