آخر تحديث :الجمعة-04 يوليو 2025-08:16ص

عبدالله أبو عرب.. القائد الذي يتحدث الميدان باسمه

الجمعة - 04 يوليو 2025 - الساعة 03:07 ص
صادق القفعي

بقلم: صادق القفعي
- ارشيف الكاتب


في زمن قلّ فيه القادة الميدانيون الحقيقيون، برز اسم العميد عبدالله عبدالخالق الشهير بـ"أبوعرب" كأحد الرموز الأمنية والعسكرية الذين صنعوا الفارق في الميدان بصمت واحتراف.


من لودر إلى ميادين الشرف


ينحدر العميد أبوعرب من مدينة لودر بمحافظة أبين، وكان من أوائل الشباب الذين تصدّوا لتنظيم القاعدة خلال محاولته اقتحام المدينة في عام 2011، ضمن صفوف اللجان الشعبية التي سطّرت ملاحم بطولية آنذاك.


وبعد تحرير المدينة، واصل مشواره النضالي في زنجبار وجعار، ضمن جهود الدفاع عن محافظة أبين من خطر الجماعات الإرهابية. ولم يتردد أبوعرب في الانضمام إلى المقاومة الجنوبية خلال اجتياح قوات صالح والحوثيين للجنوب في 2015، مشاركًا في العديد من الجبهات داخل محافظة عدن.


من ساحات القتال إلى قيادة الأمن


بعد تحرير العاصمة عدن، كان من ضمن القوات التي ساهمت في استكمال تحرير أبين، من زنجبار إلى لودر وصولًا إلى ثرة، ثم عاد إلى عدن والتحق بـقوات الحزام الأمني، حيث أثبت كفاءة عالية وشجاعة وانضباطًا أهّله للترقي في صفوف هذه القوة الأمنية الحيوية.


تمت ترقيته إلى رتبة عقيد وتعيينه نائبًا عامًا للحزام الأمني في عدن، ليواصل أداءه بروح المسؤولية والالتزام.


قائد المرحلة في أبين


في مطلع عام 2024، صدر قرار بتعيينه قائدًا لقوات الحزام الأمني وقائدًا للتدخل السريع في المنطقة الوسطى – أبين، وهي منطقة حساسة ومليئة بالتحديات الأمنية. ومنذ توليه هذا المنصب، استطاع العميد أبوعرب أن يحدث نقلة نوعية في أداء الوحدات الأمنية، من خلال إعادة ترتيب المعسكرات، تنظيم القطاعات، وتفعيل العمل الميداني المستمر.


ولم يكن هدفه مجرد الحضور الشكلي أو التباهي الإعلامي، بل ركّز على فرض الأمن، وإعادة الثقة بين المواطن والقوات الأمنية، وهو ما أكسبه احترام الشارع المحلي في أبين.


قائد بصمت، وإنجاز بأثر


يمتاز العميد أبوعرب بـالعمل بصمت وهدوء بعيدًا عن الأضواء، لكنه حاضر دائمًا في الميدان، يشرف بنفسه على العمليات، ويوجه أفراده ويشاركهم تفاصيل العمل اليومي. رؤيته القيادية تقوم على أن "النجاح لا يُقاس بالضجيج، بل بالنتائج".


ويصفه الكثير من رفاقه والضباط بأنه قائد حازم وعادل، لا يعرف المساومة على الأمن، ولا يتهاون مع من يعبث بأمن واستقرار الناس.


العميد عبدالله أبوعرب ليس مجرد ضابط، بل نموذج للقائد الجنوبي الحر الذي ترعرع من رحم المعاناة وميادين القتال، ليصبح رجل دولة يؤمن بالنظام والانضباط، ويقود بقوة العقل والقلب معًا.


إنه أحد أعمدة الأمن في المنطقة الوسطى، ورمز من رموز الصمود والبناء في أبين.