قلت لصاحبي الإنتقالي على الرغم مما تقدمونه من تنازلات لطارق عفاش و جماعته الا أني لم اقراء ابدا و لم اسمع له ابدا أي حديث أو تصريح و لو بالإشارة أنه يؤيد مطالب الجنوبيين الذين يناضلون لإستعادة دولتهم ... رد صاحبي المناضل لا لا هو يؤيد مطالبنا بس ... بس أيه يا مناضل .. بس هو يقدر مشاعر أصحابه و مواطنيه المتمسكين بالوحدة لكن سرا قد أعطانا الوعد اليقين ...
لو أفترضنا جدلا صحة كلام صاحبنا فطارق يستحق الإحترام و التقدير الذي يقدر فيه مواطنيه و يعمل الحسابات لتقدير مشاعرهم ...
في حرب 1994م و في صباحية العيد و رغم أن اطفالنا كانوا بلا فرحة للعيد و لا تتوفر لهم فرص الفرحة أتذكر أن قبل صلاة العيد كان طارق عفاش و قوات عفاش تفرض طوقا على طوقا و حصارا على عدن و لم يكتفوا بذلك بل فقد امطروا عدن و شوارعها بالمئات من قذائف الصواريخ و و الله أن صوتها و دويها لا يزال يتردد على مخيلتي و مسامعي بين حينا و آخر .. و بينما نحن في أحياء المدينة نتبادل المواساة في صباحية العيد كانت مركبات هائل سعيد تجوب الجبهات و المواقع المحاصرة لعدن و هي محملة بالاطنان من العصائر و البسكويت و المشروبات توزعها على الجحافل التي كانت تقصف المدينة و تنهي اي لحظة حلم حلم تراود اطفال احياء عدن للاحتفال بالعيد ..
و رغم تفاصيل تلك المأساة أنذاك إلا أن عدن سامحت و حاولت النهوض رعم ما في النفوس ..
تكرر مشهد الحصار و قصف أحياء عدن قبل عشر سنوات و قتل مواطنيها و شبابها من قبل قوات طارق و بدعم الحوثيين و مثل ما حدث سابقا كانت قواطر و شاحنات هائل سعيد و بقيتهم تجوب الشوارع لمد قوات عفاش و الحوثي بالكراتين المثخنة بالعصار و البسكويت و المشروبات و لن ننسى عملية قصف سفينة التواهي الممفلئة بالنازحين من أبناء عدن و أطفالها و النساء ..
اذا كان الزبيدي و جماعته قد انساهم رقد العيش و أموال ابن زايد ماحدث فهناك اطفال يتامى الشهداء و أراملهم و أسرهم لن ينسوا ذلك
و هناك بون شاسع بين نفوس و قلوب الأحرار و بين المرتهنين لرغد حياة و حرية زائفة ..
**جمال لقم