آخر تحديث :الجمعة-01 أغسطس 2025-01:26ص

الفكرة ليست عدوًا...

الأحد - 20 يوليو 2025 - الساعة 12:20 م
جاكلين أحمد

بقلم: جاكلين أحمد
- ارشيف الكاتب


في عصر تسوده سرعة التواصل وتعدد الآراء، تزداد الحاجة إلى ترسيخ مفهوم أن الاختلاف لا يفسد للود قضية. فالتنوع في الميول والتوجهات الفكرية هو علامة صحية لمجتمعات نابضة بالحياة، وليس مدعاة للتفرقة أو العداء.


في وطن يجمعنا، لا يمكننا أن نبنيه على أرضية من الكراهية والعداوة. حين يتحول الاختلاف إلى شرارة نزاع، يفقد الإنسان جوهره، وتفقد الأوطان ملامحها. كيف نستطيع أن نعيش في وطن واحد ونحن نلعن بعضنا البعض ونقتتل؟ إن استمرار هذا التوهان سيقودنا إلى مستقبل مبهم، ولن يحقق حلم الوطن الذي نسعى إليه.


الفكرة ليست جسداً يمكن القضاء عليه، إنها امتداد لوعي وجماعة وأجيال. مهما اختلفنا معها، فهي لن تتلاشى بمجرد رفضنا لها. إذًا، ما الحاجة إلى العدوانية؟ لماذا نظن أن امتلاك الحقيقة المطلقة يمنحنا حق الاعتداء على الآخر؟


إن كل إنسان على وجه الأرض يرى الحقيقة من منظاره الخاص، يعتقد أنه يملكها كاملة. لكن ماذا لو غادر هذا الاعتقاد؟ قد يكتشف أن الحقيقة لا تسكنه وحده، بل تتوزع بين الجميع في أشكال وألوان مختلفة.


علينا أن نرتقي بفكرنا وتقبلنا، أن نحترم حق الآخر في تبني أفكار مغايرة، ونوضح رأينا دون أن نفرضه. الاختلاف لا ينبغي أن يكون نهاية العلاقة، بل بداية لفهم أعمق ونقاش أرقى.


هكذا فقط يمكن أن نبني وطنًا للجميع، ونمضي نحو مستقبل نكون فيه شركاء لا خصوم... ومواطنين لا متقاتلين.