آخر تحديث :الإثنين-01 سبتمبر 2025-11:15ص

بين القدمي والسنباني... حين تكون العنصرية عقبة والتسامح قيادة وطنية

الخميس - 24 يوليو 2025 - الساعة 05:39 م
د. هزم أحمد

بقلم: د. هزم أحمد
- ارشيف الكاتب



اليمن... أولاً

كلما نحاول أن نُقنع أنفسنا بجدوى التعايش الوطني مع إخواننا في شمال الوطن، ونرفع راية "اليمن أولاً" كما نفعل دائمًا في كل مقال نكتبه، يظهر لنا – ولا حول ولا قوة إلا بالله – من بيننا أولئك الذين لم يتعافوا من فيروس العنصرية، من بعض إخواننا في الشمال. وأنا على يقين بأنهم، للأسف، من أبرز الأسباب التي دفعت الجنوبيين نحو التشدد في مطلب الانفصال، وأحد أسباب انهيار منظومة النظام السابق، الذي اتفق الجميع على أنه كان الأفضل في تاريخ اليمن بقيادة الزعيم الراحل علي عبد الله صالح.


وإذا كانت هناك شخصيات مثل راجح القدمي ما زالت تصر على أن تكون أدوات تعميق للشرخ الوطني ولا يزال نتا وعفا تصريحات السابقه ضد ابناء عزو الجنوب تفوح برائحتها الكريهه في ذاكره الشعب اليمني وتدفع الكثير منا الى كراهيه الوحدة اليمنية، فإن وجود شخصيات مثل حسام السنباني ينعش فينا الأمل، ويُبقي على جذوة "الوحدة الوطنية" حيّة في القلوب، ويؤكد أن في الشمال من يستحق أن نسميه شريكاً حقيقياً في مشروع اليمن الواحد، العادل، والجامع.



---


راجح القدمي... عنوان صارخ للتمييز والانتقائية


راجح القدمي، رئيس اتحاد كرة القدم – فرع أمانة العاصمة، يمثل واحدًا من الوجوه التي أعادت إلى المشهد مفردات العنصرية بأبشع صورها. تاريخه مع الانتقائية ليس جديدًا، بل هو جزء من تركيبته الإدارية، وأسلوبه في إدارة العمل الرياضي.


حين يتعلّق الأمر بلاعب جنوبي أو من محافظة مهمّشة، يتشدق بالقانون، ويطالب بتطبيقه حرفيًا، ويُمارس الإقصاء والتشكيك وحتى "الفضح الإعلامي". لكن، عندما يكون اللاعب من منطقته أو من خلفية حزبية معينة، او مذهبية او هضبوية او جهوية تُفتح له كل الأبواب، وتُذلل أمامه كل العوائق، ويغدو القانون مرنًا، بل هلاميًا.




منطقه الإداري قائم على "نحن وهم"، لا على قيم المساواة والاحتراف. ومثله – مهما حاولنا – لا يمكن أن يُبقي على خيط الثقة بين الجنوبي والشمالي. بل هو واحد من أولئك الذين يدفعون الجنوبي إلى أحضان المجلس الانتقالي، ويدفع اليمن نحو مزيد من التشظي.



---


حسام السنباني... الوجه الآخر لليمن الذي نريد


وعلى النقيض تمامًا، يقف حسام السنباني، الأمين العام لاتحاد كرة القدم اليمني، كنموذج مشرق للعمل الوطني المسؤول.

شخصية يُجمع عليها كل من عرفها وسمع عنها من اشخاص فقط مثلي انا عندما سمعت تفصيلا مريحا من صديقي العزيز الكاتب نبيل العوذلي عن حسام السنباني – بأنه من القلائل الذين ما زالوا يحملون روح اليمن الكبير، ويتصرفون بمسؤولية، دون تمييز أو تعصب، أو تلوّن سياسي أو مناطقي.


لقد حدثني الكاتب الكبير نبيل العوذلي ، عن تاريخ علاقته بالأستاذ حسام السنباني، وكيف أنه لم يرَ منه إلا كل احتراف ومهنية وتدرّج واعٍ منذ ايام دراستهما معا في جامعه صنعاء في كل موقع تولاه، واعتماده المستمر على التعلم والتطور، لا على الولاءات أو المحسوبيات... حدثني الاستاذ نبيل العوذلي عن شخصيه حسام السنباني في جامعه صنعاء كيف انه كان عنوان للطالب الباحث والاخ العزيز.. الصديق الوفي المثابر الذي كان يسعى دائما للتفوق و الى تطوير نفسه واكتساب المهارات الجديدة وبناء العلاقات والحفاظ على العلاقات القديمة واحترام كل علاقات سابقة والتضحية من اجل تلك العلاقات الاخوية الصادقة... فتحية والف شكر للاستاذ حسام السنباني ان يجد شخص مثل شخص الكاتب نبيل العوذلي يثني عليه هذا الثناء


حسام السنباني هو من النوع الذي يجعلك تشعر أن "اليمن أولاً" ليست شعارًا نردده، بل فعلًا نعيشه. لا يفرّق بين لاعب جنوبي أو شمالي، ولا يتعامل مع أبناء تهامة أو مأرب أو حضرموت بمنطق النقص، بل بمنطق الفريق الوطني الواحد.


ولذلك، فإن وجوده داخل مؤسسة بحجم اتحاد كرة القدم، يجعلنا نتمسك بمشروع الوطن، وبأمل الإصلاح، ويؤكد أن هناك من يستحق الدعم، لأنه ببساطة يستحق الثقة.



---

نحن لا نهاجم الأشخاص لأسمائهم أو مناطقهم، بل نحاكمهم لمواقفهم.

راجح القدمي يمثل نموذجًا من الماضي، من عقلية الاستعلاء والعنصرية التي مزقت اليمن.

أما حسام السنباني، فهو صورة لما يجب أن يكون عليه اليمني المسؤول: وطني، منفتح، وعادل وفق مبدأ اليمن أولا.