آخر تحديث :الخميس-28 أغسطس 2025-09:22م

عن وثائقي المعركة الأخيرة لعفاش..

الأحد - 27 يوليو 2025 - الساعة 08:18 م
عمر الرخم

بقلم: عمر الرخم
- ارشيف الكاتب


بعد بث قناة العربية وثائقي "المعركة الأخيرة" ليلة السبت الجميع علق وكتب، منهم من تذكر أيام عفاش وترحم عليه، ومنهم من صدم من الرواية التي سردها إبنه مدين للمعركة وتخلي القبائل عنه وطريقة وموقع مقتل والده، ومنهم من استغرب لعدم ذكر طارق عفاش ودوره بالمعركة الأخيرة وعن وقت بث هذا الوثائقي.


فحبيت أوضح للثلاث الفئات التي ذكرتها حسب إطلاعي على تسلسل الأحداث وقراءتي وإدراكي المتواضع للواقع السياسي وكل مايدور، وأعذرونا على طول المقال ولكن الحدث يلزم عليّ الشرح بالتفصيل للتوضيح.


للفئة الأولى لكل من تذكر أيام عفاش وترحم عليه، يجب أن تعرفوا وتدركوا جيداً أن كل مانعيشه اليوم من واقع مرير وكل ماحدث ويحدث وسيحدث وحتى مقتل عفاش، كل هذا بسببه وبسبب أنانيته وحب العظمة الذي يتسلط عليه، فبكل بساطة إذا تأملنا من يحكمنا اليوم سواءً في الجنوب أو بالشمال سنرى بأنهم جميعاً ودون استثناء ينقسموا لقسمين، قسم تربوا وترعرعوا على يديه والقسم الآخر من ظلمهم وهمشهم لسنوات، وجميعهم منتقمين وانتقامهم من الدولة، منهم من ينتقم له ومنهم من ينتقم منه والضحية هو الشعب.


هو السبب الوحيد لكل كوارثنا منذ البداية، فهو من لم يفي ببرنامجه الانتخابي بعد انتخابات 2006، وهو من كان يرسل قاطرة أسلحة للجيش وعشر قواطر للحوثي في حرب صعدة فقط ليُبقي في يديه فزاعة يستطيع من خلالها "حلب" دول الخليج، وهو من أخذته العزة في 2011 ولم يتجاوب مع مطالب الشباب والتي كانت بسيطة وتركهم حتى سيطر اخوان المسلمين على الثورة وركبوا الموجة وحصل ماحصل، وهو من سلم هادي "علم" فقط من الدولة وأبقى كل شيء تحت إمرته ومارس كلّ المؤامرات لينتقم من الشعب الذي خرج ضده، وهو من دعم الحوثيين بالقوات العسكرية التي خلعت البدلة العسكرية ولبست "الزنه والجنبية والكوت"وبالعتاد والسلاح وأسقط جميع المحافظات تحت سيطرتهم بدءً من صعدة مروراً بعمران ووصولاً لصنعاء ظناً منه بانه سيستغلهم ليتخلص من الجميع ويعود لكرسي الحكم من جديد، ولكنّ النهاية لم تكن كما شاء وتدخل القدر واوقعه في شر أعماله.


للفئة الثانية التي صدمت بالرواية وعن تخلي القبائل وعن محاولة هروبه لقريته، لاتنصدموا فتخلي القبائل عنه كان رد فعل طبيعي، الرجل ظل لأكثر من عامين يخطب ويحرض القبائل ليدعموا الجبهات بأولادهم وأموالهم لمواجهة العدوان، وبأن أنصار الله شركاء في حكم الوطن والمدافعين عن الوطن من العدوان، وفي يوم وليلة حول خطابه وأصبح الشركاء أعداء، وأنصار الله تحولوا لمليشيات الحوثي، والعدوان أصبح دول شقيقة، كيف للقبائل أن تقف معه؟ فبعد أن ضحت كل قبيلة بأبناءها وأموالها كيف تريدون منهم أن ينقلبوا معه وأن يضحوا من جديد بالأموال والأبناء فقط لإرضاء ذاته وجنون العظمة الذي يسيطر عليه.


فلم يكن لديه خيار آخر بعد أن حاصر الحوثيين بيته حصار محكم وقل عدد رجاله، كان خياره الوحيد الهروب إلى قريته والتحصن بقصره حصن عفاش وأبناء قريته، ولكن شاءت الأقدار أن تكون نهايته شر نهاية على يد "ورعان السيد"، كالفريسة الثمينة عندما تقع في يد قطيع من الضباع الضالة.


للفئة الثالثة من يستغرب عدم ذكر دور طارق عفاش بالمعركة، فبحقيقة الأمر طارق عفاش ودوره بالمعركة وخروجه من صنعاء كان محل شك من البداية، فكيف بمن يقود القوات الخاصة بحماية عفاش أن يكون غير متواجد في موقع المعركة بل كيف تمكن من الخروج من صنعاء وعفاش نفسه لم يتمكن من فعل هذا وكيف ترك حوثي صيد ثمين مثل طارق يتمكن من الفرار؟


هناك العديد من التساؤلات التي تدل على وجود صفقة سرية تمت ولكن ماتفاصيل هذه الصفقة؟ الأيام كفيلة لكشف كل شيء.


وبالنسبة لتوقيت بث الوثائقي فبالتأكيد هناك رسالة من أختيار توقيت بث هذا الوثائقي، قد تكون تمهيد لواقع جديد او لمعركة انتقام او لخارطة سياسية جديدة سيتصدرها المنتصر بعد معركة الانتقام ويختفي منها من تخاذل وابرم الصفقة وسلم عفاش مقابل فتح الطريق له للهروب.


الصراع الخفي الان بين الدولتين من تدعم طارق ومن صنعت الوثائقي لفضح طارق، الصراع من سيكون وريث عفاش الذي سيقود معركة الانتقام والعودة وسيتصدر العملية السياسية بعد الإنتصار، من سيكون "شرع اليمن" الذي سيثق فيه الإقليم والعالم ويدعمه.


ولاتفكروا مجرد تفكير بأن العالم سيسلم الحكم للجنوبيين فعشر سنوات كانت كفيلة لتثبت بأننا ليس رجال دولة ولانصلح حتى لحكم قرية، وهذه هي الحقيقة المُرة للأسف.


هذا ماأحببت أن أشاركه معكم وأقوم بتوضيحه حسب قراءتي المتواضعة لواقعنا السياسي على مدى عشرين عام.


ودمتم ودام الوطن بخير.


#عمر_الرخم