آخر تحديث :الإثنين-01 سبتمبر 2025-11:15ص

أبين… إما أن نتوحد أو نبقى في الهامش

الجمعة - 08 أغسطس 2025 - الساعة 09:33 م
د. هزم أحمد

بقلم: د. هزم أحمد
- ارشيف الكاتب


اليمن...... أولاً ..

أبين… أرض التاريخ والمكانة


أبين ليست مجرد محافظة على خارطة اليمن، بل هي قلب نابض بالتاريخ والمجد. أرضٌ مرّت منها قوافل التجارة، وتكوّنت فيها ملاحم النضال، وخرج منها رجال صنعوا الأحداث، وتركوا بصمتهم في تاريخ الوطن. أبين كانت دائمًا حلقة وصل بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب اليمني ومخزنًا للخير، وموئلًا للتنوع.

هذه الأرض العريقة، بما تملكه من جغرافيا ساحلية وزراعية استراتيجية، وبما تحمله من إرث نضالي، كان يمكن أن تكون اليوم مركز قرار وقوة… لكنها للأسف مهددة بأن تُترك على الهامش.


---


قيمة الهوية الجامعة


أي منطقة في العالم – صغيرة كانت أو كبيرة – لا يمكن أن تحفظ مكانتها إلا بهوية جامعة تلتقي عندها كل الطرق. هذه الهوية، سواء تأسست على رابطة قبلية أو إرث تاريخي أو مشروع سياسي، هي التي تصنع التماسك الداخلي، وتحوّل الأفراد إلى قوة متحدة ذات صوت واحد.

من دون هذه الهوية، يتحول المجتمع إلى جزر متباعدة، يسهل على الآخرين استغلاله وتفكيكه.


---


التعددية ليست خطرًا… بل فرصة


عندما تغيب الدولة الوطنية القوية التي تحكم بالقانون والمواطنة، تبرز الهويات الجزئية كملاذ طبيعي للناس. وهذا ليس أمرًا سلبيًا بالضرورة، بل هو جوهر التعددية (Pluralism) التي تسمح لكل جماعة أن تتعاون وتتخادم وفق منطقها وثقافتها وقوانينها الداخلية.

لكن الخطر يبدأ حين تتحول هذه الهويات الجزئية إلى جدران عزل، بدل أن تكون جسورًا نحو هوية أشمل وأكبر، هوية تحمينا جميعًا وتفتح لنا أبواب النفوذ والتأثير.


---


أزمة أبناء أبين اليوم


اليوم، أبناء أبين موزعون بين مشروعات وولاءات متباعدة:


جزء في المجلس الانتقالي، يرفع راية الانفصال.


جزء في المؤتمر الشعبي العام، يدافع عن إرثه السياسي.


جزء في حزب الإصلاح، مرتبط برؤيته ومصالحه.


والبقية تائهة بين هويات انتفاعية آنية بلا بوصلة.


بهذا التشرذم، لن نصنع لأنفسنا مكانًا على طاولة القرار، وسنظل في مؤخرة الصفوف مهما كانت تضحياتنا.


---


الفرصة الأخيرة… هوية أبين المشتركة


علينا أن ندرك أن الاتفاق على هوية مشتركة لأبين لم يعد خيارًا، بل صار شرطًا للبقاء والفاعلية. هذه الهوية يجب أن تحترم تنوعنا، لكنها في الوقت نفسه تجمعنا حول أهداف وقيم ومصالح مشتركة: الدفاع عن مكانتنا، حماية مواردنا، وصناعة قرارنا بأيدينا.

إذا لم نفعل ذلك الآن، فسوف نصحو يومًا لنجد أننا مجرد رقم منسي في معادلات الآخرين. أما إذا وحدنا صفنا، فسيُحسب لنا ألف حساب، وسنكون قوة يُشار إليها بالبنان في اليمن وخارجه.


اخيرا اقول ان الجهود التي يبذلها بعض ابناء أبين ابين في ايجاد الصيغة الاجتماعية والسياسية التي تؤسس لمثل هكذا مشروع نحن بأمس الحاجة له امثال الاستاذ سامي السعيدي وغيره معه الكثير كالشيخ احمد صالح العيسى وفخامة رئيس علي ناصر محمد واحمد الميسري والجعري تصب في اطار هذا الهدف وتحتاج حقيقة من الجميع الى ادراك واسناد وحسن الظن.