آخر تحديث :الإثنين-01 سبتمبر 2025-11:15ص

مذكرة تفاهم بين جامعة الأزهر والمعهد العالي للتوجيه والإرشاد اليمني .. شراكة علمية لتعزيز الوسطية

الخميس - 14 أغسطس 2025 - الساعة 01:16 م
د. هزم أحمد

بقلم: د. هزم أحمد
- ارشيف الكاتب


اليمن.... أولاً ..

توقيع مذكرة التفاهم بين جامعة الأزهر والمعهد العالي للتوجيه والإرشاد اليمني ليس مجرد اتفاق إداري بين مؤسستين أكاديميتين، بل هو خطوة تحمل أبعادًا سياسية، فكرية، وثقافية، تعكس حاجة اليمن إلى بناء كوادر دعوية وتعليمية راسخة على أسس الوسطية والاعتدال.


1. الأزهر كقوة ناعمة في مواجهة الفكر المتطرف


حين أشاد وزير الأوقاف والإرشاد اليمني، الشيخ الدكتور محمد بن عيضة مهدي شبيبة، بدور الأزهر في القضايا الإنسانية، وخاصة في مواجهة الأفكار المتطرفة، فإنه وضع يده على جوهر الدور الذي يلعبه الأزهر في العالم الإسلامي: إنتاج خطاب ديني متزن قادر على مواجهة تيارات الغلو والتشدد.

اليمن اليوم، بما يمر به من اضطرابات فكرية وسياسية، في أمس الحاجة إلى هذا النوع من الشراكات التي تُعيد ضبط البوصلة الدعوية بعيدًا عن الاستقطابات الحادة.


2. البعد الأكاديمي والاستراتيجي للتعاون


جامعة الأزهر لا تفتح أبوابها فقط للطلاب اليمنيين (الذين يبلغ عددهم نحو ألف طالب وطالبة)، بل تتيح من خلال هذه المذكرة تزويد المعهد اليمني بكفاءات أكاديمية مصرية في العلوم الشرعية، واللغات، والعلوم التطبيقية.

هذا يعني أن العلاقة ليست مجرد تبادل خبرات، بل استثمار مباشر في تطوير المناهج وبرامج البحث العلمي في اليمن، بما يتماشى مع معايير مؤسسة تعليمية عريقة عمرها أكثر من ألف عام.


3. أهمية التعاون لليمن في الظرف الراهن


في ظل التحديات التي يواجهها التعليم الديني في اليمن، بين صراع التيارات المذهبية، وضعف البنية الأكاديمية، وغياب المرجعية الموحدة، تأتي هذه المذكرة لتعيد للأذهان تجربة اليمنيين في التعلم بالأزهر منذ عقود، حين كان خريجو الأزهر منارات علم واعتدال في مناطقهم.

لكن نجاح هذا التعاون يعتمد على توطين الخبرات، بحيث لا يقتصر على إرسال محاضرين أو استقبال طلاب، بل يشمل بناء نظام أكاديمي متكامل داخل اليمن.


4. قراءة في الرسائل الضمنية للزيارة


من الواضح أن الزيارة حملت أيضًا رسالة سياسية ناعمة:


مصر تؤكد حضورها في الساحة اليمنية عبر قنوات العلم والثقافة، بعيدًا عن الصراع العسكري.


اليمن، عبر وزارة الأوقاف، يوجه رسالة داخلية مفادها أن مواجهة التطرف ليست فقط عبر الأمن والسلاح، بل عبر العلم المؤسسي الرصين.


5. توصيات لضمان نجاح المذكرة


لكي لا تبقى هذه الاتفاقية حبرًا على ورق، ينبغي:


1. تحديد خطط تنفيذية سنوية بجدول زمني واضح.


2. تبادل زيارات أكاديمية دورية بين الجانبين.


3. إعداد برامج تدريبية مشتركة لتأهيل الأئمة والدعاة.


4. تطوير المناهج اليمنية بما يتسق مع الوسطية الأزهرية.


خلاصة


إن توقيع مذكرة التفاهم بين الأزهر الشريف ممثلة بفضيلة الدكتور محمدعيضة شبيبة وزير الاوقاف اليمني وفضيلة الدكتور سلامة داؤود رئيس جامعة الازهر الشريف

وايضا وقع اتفاقية المعهدالعالي للتوجيه الاستاذ الدكتور محمود صديق نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي والشيخ كمال عبدالله باهرمز عميد المعهد العالي للتوجيه والإرشاد اليمني، في هذا التوقيت الحساس، يمثل استثمارًا في بناء الإنسان قبل البنيان. وإذا أحسن اليمن إدارة هذه الشراكة، فستكون بذرة لنهضة تعليمية وفكرية جديدة، قادرة على تحصين المجتمع من التطرف، وإعادة الاعتدال إلى المنبر والكتاب.