آخر تحديث :الإثنين-01 سبتمبر 2025-07:01م

زمن تسلق شجرة اللبلاب.!

الجمعة - 15 أغسطس 2025 - الساعة 04:00 م
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


شجرة اللبلاب، تلك الشجرة الضعيفة التي لا تستطيع أن تنمو أو ترتفع عن الأرض إلا إذا تسلقت شجرة قوية، فهي دائمًا مزهوة على ظهر الأشجار الأخرى وليس بقوتها.

وهناك صنف من البشر، يشبهون شجرة اللبلاب، لا يعيشون إلا على ظهور الآخرين، ويملكون قدرة عجيبة على التسلق، حتى لو كانت على حساب القيم والمبادئ.


في مجال الصحافة، نرى نماذج كثيرة من هؤلاء، الذين رغم ضآلة إنتاجهم الصحفي وتواضع فهمهم لقواعد المهنة، استطاعوا أن يملأوا الدنيا ضجيجًا، حين سهلت لهم وسائل العمل وبطرق غير مرئية فصاروا اعلاماً في شارع الصحافة رغم ضحالة فهمهم الصحفي وضعف مهنيتهم حتى ظن الناس انهم لايبارون في مجال الصحافة مع انهم لو اختبروا في كتابة خبر صحفي بقواعده (الست) لعجزوا عنه ناهيك عن الاحتراف الصحفي الذي يفتقدونه تماماً..

يعتقد الكثير أن هؤلاء هم نجوم الإعلام، وأنهم يتصدرون المشهد، بينما الحقيقة أن مستوى كثير منهم متواضع جدًا .

لكن كيف وصل هؤلاء إلى هذا المستوى من الشهرة، وهم في الواقع متواضعون جدًا؟

الجواب بسيط: هم ليسوا أشخاصًا طبيعيين يعملون بجهودهم الذاتية، مثل بقية الصحفيين بل صنيعة جهات .. تتولى دعمهم وتلميعهم وتقديمهم كنجوم، حتى أن الكثير من منشوراتهم تأتيهم جاهزة، وليست من بنات أفكارهم.

ولو أقسمت يمينًا مغلظة أن تلك الكلمات ليست من صنع أيديهم ولا من بنات افكارهم ، لصدقت.


وللتأكد من حقيقتهم، استمعوا إليهم وهم يتحدثون في اي قناة أو لقاء تلفزيوني، ستجدونهم عاجزين عن تركيب جملة مفيدة، وستصدمون من مستوى حديثهم، وتدركون أن ما يُعرض عليكم هو مجرد غش وتضليل.


هذا الوضع لا يقتصر على الصحافة وحدها في ظل سيطرة المليشيات على المشهد السياسي اليمني بل يمتد إلى القيادات السياسية والعسكرية ستجدون قادة بحجم وطن وهم بوزن الريشة... والبقية معروفة للجميع.

ويبقى السؤال: متى يعي الشعب اليمني حقيقة هؤلاء، ويبدأ في التمييز بين من يعمل بجد واخلاص ، ومن يتسلق بايدي خفية ليحصل على مكانة زائفة؟

فالنجاح الحقيقي لا يُبنى على التسلق والاعتماد على الاخرين ، وإنما على العمل الجاد، والإخلاص، والكفاءة.