آخر تحديث :الإثنين-01 سبتمبر 2025-07:01م

عندما يكون أهل الكتاب أرحم من المسلمين!!

السبت - 16 أغسطس 2025 - الساعة 01:52 م
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


ورد في الأثر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "آخر الزمان يكون أهل الكتاب أرحم من أمتي".

وبغض النظر عن صحة هذا الأثر من عدمه، فإنه يلامس الواقع اليوم بوضوح تام.


نجد أن العالم الإسلامي يموج بالمظالم المروعة التي يرتكبها مسلمون ضد إخوانهم المسلمين، من صراعات وحروب واعتداءات على الأرواح دون ورع أو خوف من الله.

وندعي أننا مسلمون، والإسلام يحرم الظلم كما ورد في الحديث القدسي: "يا عبادي، إنّي حرّمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرّمًا، فلاتظالموا".

لكن، مع الأسف، نرى أن الظلم قد استشرى بيننا بقوة، وأننا لم نرعَ حقًا، ولم نلتزم بتعاليم ديننا في الرحمة والعدل.

وفي المقابل، نلاحظ أن أهل الكتاب، خاصة الغرب عمومًا، لا يمارسون بين شعوبهم مثل تلك المظالم، بل يحرصون على تطبيق قيم العدل والرحمة.

حكامهم يحققون العدالة بين شعوبهم، ويظهرون رحمة خاصة تجاه الضعفاء، بل ويقف بعضهم موقفًا رحيمًا تجاه الشعوب الإسلامية المخالفة لهم في الدين والعقيدة، وهو من غرائب الزمان.

مثال على ذلك، ما يحدث الآن في اليمن من ارتفاع غير مسبوق في سعر الصرف، وجنون في الأسعار، وفرض جبايات غير قانونية، وهي مكوس محرمة شرعًا، حتى ضاق الحال على اليمنيين وضاقت عليهم الارض بما رحبت.

وفي ظل هذا الوضع، نرى أن الولايات المتحدة وبريطانيا تضغطان بقوة، وتلوّحان بعقوبات على حكومة الشرعية والانتقالي الجنوبي، إذا لم يعيدا سعر الصرف إلى 140 ريالًا مقابل الريال السعودي، الذي وصل إلى 755 ريالًا للريال السعودي الواحد.

وبالفعل، ينخفض سعر الصرف اليوم الى 428 ريالاً مقابل الريال السعودي وفي طريقه تدريجياً للوصلول الى 140 المطلوبة.

وتنخفض الأسعار، وكأن شيئًا لم يكن، خوفًا من العقوبات الأمريكية، التي تظهر أحيانًا كأنها أرحم من حكامنا المسلمين الذين يخافون امريكا ولايخافون الله جل جلاله.


وهذا يطرح سؤالًا عميقًا:

هل هذا هو تحقيق الأثر الذي يقول: "آخر الزمان يكون أهل الكتاب أرحم من أمتي"؟!

أم أن الزمن قد قلب الموازين، وأصبح الظلم من نصيب من يُفترض أن يكونوا حماة دين الرحمة ، بينما الرحمة والعدل يبدوان أقرب إلى أهل الكتاب من المسلمين.؟


إنه زمن العجائب حيث تتبدل المفاهيم، وتصبح الرحمة أحيانًا من نصيب من لا ينتمي إلى ديننا، بينما نغرق نحن في مظالمنا، ونتجاهل تعاليم ديننا الحنيف..فمتى نرعوي.!!