آخر تحديث :الإثنين-01 سبتمبر 2025-07:01م

تساؤلات حائرة: من يحق له أن يدخل الجنة؟

الجمعة - 22 أغسطس 2025 - الساعة 09:25 ص
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


في عالم يتغير بسرعة، وتتصاعد فيه التساؤلات حول قيمة الأعمال وأثرها، يبقى السؤال الأهم: من يستحق أن يدخل الجنة؟ هل هو من أنجز للبشرية خدمات عظيمة، أم من تفرغ للعبادات فقط؟


لنأخذ مثالاً على ذلك، العالم الذي اخترع الأنسولين لمرضى السكر، فأنقذ حياة ملايين الناس، وهو عمل إنساني عظيم، يقول الله تعالى: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا". فهل يُقارن هذا العمل العظيم، الذي أنقذ أرواح الملايين، بمن يجلس في زاوية المسجد، يردد الأذكار ويأكل من عمل غيره؟


وفي المقابل، المواطن الأوكراني الذي يزرع القمح ويطعم نصف الكرة الأرضية خبزًا، هل يُقارن بمن يقتات على سرقة جهود الآخرين، أو من يزرع الموت والدمار في حياة الناس، ويظن أنه على صراط مستقيم لأنه يقول: "لا إله إلا الله" فقط؟

انة قتلت العالم ابن رشد وااعالم ابن سيناء واحتضنت ابن تيمية وابن عبد الوهاب .. هل تقوم لها قائمة بين الامم فضلاً عن عشمها في الجنة.؟!


هل الذين ساهموا في خدمة البشرية، وقدموا أعمالًا عظيمة يُحكم عليهم بالنار، بينما الذين يقتلون ويظلمون ويزرعون الفتنة، ويكبرون عند ذبح إخوانهم المسلمين يُدخلون الجنة حسب بعض المفاهيم الخاطئة.!!


فأي عمل يتقرب به الإنسان إلى الله؟ هل هو الصلاة والصيام او الحج فقط، أم أن الأعمال الصالحة، والبر

والإحسان، ونفع الناس، هي الطريق الحقيقي إلى رضا الله والجنة؟


تذكروا أن امرأة مسيحية، بغيٌّ سقت كلبًا كان على وشك الموت عطشًا، فدخلت الجنة، لأنها أظهرت رحمةً وشفقة على مخلوق ضعيف..

وبالمقابل هناك امراة تذكر من عباداتها الشعائرية (الصوامة القوامة) لكنها حبست *هرة* حتى ماتت فدخلت النار.

وفي الحديث الشريف، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "خير الناس أنفعهم للناس"، ولم يقل: خيرهم في الصلاة أو الصيام او الحج فقط، بل في نفعهم للناس، للجميع، دون تمييز.


أما الذين أحدثوا ثورات في الطب، والصناعة، والزراعة، والتكنولوجيا، والاقتصاد، وقدموا للبشرية خدمات عظيمة، فهم أحق بالثواب، وأعمالهم أرفع من مجرد أداء العبادات، لأنها تصب في مصلحة الإنسان والبشرية كلها..لانواللهوتعالى جعل الانسان خليفة في الارض ليعمرها بالاعمال الصالحة المفيدة للبشرية جمعاً فقال: ( واستعمركم فيها) اي أمركم باعمارها.


ويبقى السؤال: من يحق له أن يدخل الجنة؟

هل هو من يؤدي العبادات الشعائرية فقط، ويكون عالة على الاخرين أم من يعبد الله ويخدم الناس، ويعمل على تحسين حياة الآخرين؟!

التاريخ والقرآن يعلّمانا أن العمل الصالح، والإحسان، ونفع الناس، هي مفاتيح الجنة الحقيقية، وأن الله لا يميز بين عباده إلا بعملهم، فليكن عملنا خيرًا، ونياتنا صادقة، لنكون من الفائزين في الدنيا والآخرة.