آخر تحديث :الإثنين-01 سبتمبر 2025-07:01م

الاحبوش.. ضحايا الهروب من الجحيم إلى المجهول

السبت - 23 أغسطس 2025 - الساعة 09:34 ص
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


في زوايا الهجرة غير النظامية، تختبئ قصص لا تُروى، وأرواح تبحث عن ملاذ آمن وسط عالم يزداد قسوة. الاحبوش، وهم مهاجرون أفارقة يعبرون البحر نحو اليمن، ليسوا غزاة ولا طامعين، بل ضحايا لواقع سياسي واقتصادي متدهور في بلدانهم الأصلية، حيث تغيب فرص الحياة الكريمة، وتُغلق أبواب السفر الرسمي في وجوههم.


* الهروب من الاضطهاد إلى المجهول*

هؤلاء المهاجرون لا يشكلون خطرًا على المجتمعات التي يمرون بها، بل هم كأي لاجئ عربي فرّ من الحروب أو القمع أو الفقر.

يتنقلون من بلد إلى آخر، غالبًا سيرًا على الأقدام أو عبر وسائل بدائية، بهدف الوصول إلى أوروبا، حيث يأملون في حياة أكثر استقرارًا وسلامًا.

لكن الطريق محفوف بالمخاطر، تبدأ من عبور البحر في قوارب الموت، ولا تنتهي عند حدود دول لا تعترف بهم.


* الاستغلال المنظم: من المستفيد؟*

في ظل غياب سياسات واضحة للهجرة واللجوء، يجد الاحبوش أنفسهم فريسة سهلة لشبكات التهريب التي تتغذى على اليأس، وتُراكم الأرباح من معاناة البشر.

كما تُتهم بعض الجهات والمنظمات، بما فيها أطراف دينية، بالسعي لتوطينهم في مناطق معينة بهدف إحداث تغييرات ديمغرافية، وهو ما يثير جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والاجتماعية.


*الفساد كعامل رئيسي*

الفساد المستشري في بعض المؤسسات الرسمية، سواء في بلدانهم الأصلية أو في الدول التي يمرون بها، يساهم في تعقيد الأزمة. إذ تُغضّ الأنظمة الطرف عن نشاطات التهريب، وتُمارس التمييز بحق هؤلاء المهاجرين، مما يجعلهم ضحايا مزدوجين: ضحايا للأنظمة التي هجّرتهم، وضحايا للأنظمة التي تستغلهم.


*دعوة للإنصاف والوعي*

من الضروري أن يُعاد النظر في الخطاب السياسي والإعلامي تجاه هؤلاء المهاجرين، بعيدًا عن التهويل والتسييس. فهم ليسوا أدوات في صراعات النفوذ، بل بشر يستحقون الاحترام والكرامة. الحل لا يكمن في طردهم أو شيطنتهم، بل في معالجة جذور الأزمة، ومحاسبة الجهات المستفيدة من استمرارها.