آخر تحديث :الإثنين-01 سبتمبر 2025-07:01م

انه الله الرؤوف الرحيم.!!

الأحد - 24 أغسطس 2025 - الساعة 11:31 ص
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


هل تعلم، أيها العبد المؤمن، أن الله تعالى هو من يبادر بمحبتك ورحمتك وتوفيقك، وليس أنت؟!


لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله أرحم بالعبد من الأم بولدها"، وهو قول يختصر عظمة رحمة الله بعباده، فهو الودود الرحيم، الذي يفتح أبواب رحمته قبل أن يطلبها العباد، ويهبهم الخير قبل أن يسألوه.


كنت أظن أن العبد هو من يحب الله أولاً، حتى قرأت قوله تعالى: "يحبهم ويحبونه"، فتبين لي أن الذي يحب أولاً هو الله، وأنه هو من يبادر بمحبتنا قبل أن نحبّه.


كنت أظن أن التوبة من العبد، حتى قرأت قوله تعالى: "فتاب عليهم ليتوبوا"، فعلمت أن الله هو الذي يلهمنا التوبة، ويحثنا على الرجوع إليه، قبل أن نخطو نحو التوبة.


كنت اظن ان العبد هو الذي، يرضي الله اولاً ثم يرضى الله عنه حتى قرات قوله تعالى: "رضي الله عنهم ورضوا عنه"، فتبين لي أن الله هو من يرضى عنا قبل أن نرضى عنه، وأن رضاه عنا هو بداية الطريق إلى القرب والقبول.


لقد أدركت أن كل خطوة الى الله كانت بإذنه، وأن كل توبة كانت بإلهامه، وأن كل دمعة ندم كانت بلطفه، فكيف لا نعود إليه وهو الذي لم يبتعد عنا يوماً؟


كيف لا نحبه وهو الذي أحبنا أولاً، وفتح لنا أبواب رحمته قبل أن نطلبها؟

كيف لا نرضى عنه، ونحن قد قبلنا قربه قبل كل شيء؟

ما أعظم أن نعبد رباً بدأ بالعطاء قبل السؤال، وبالغفران قبل الرجاء، وبالرحمة قبل الذنب.


إنه الرحمن الرحيم، الذي يمد يده بالرحمة، ويفتح أبواب المغفرة، ويحب عباده حباً يفوق الوصف، فليتذكر كل منا أن الله هو البداية والنهاية، وهو الأمل والرجاء، وهو الرحيم الذي لا يمل من عفوّه ورحمته.


*(قل ياعبادي الذين اسرفوا على انفسهم لاتقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعاً انه هو الغفور الرحيم)*