آخر تحديث :الأربعاء-03 سبتمبر 2025-02:24ص

المصعبي .. مصارع يمني من شبوة يقهر المستحيل ويحقق بطولات دولية

الأربعاء - 27 أغسطس 2025 - الساعة 02:21 م
عبدالله الضريبي

بقلم: عبدالله الضريبي
- ارشيف الكاتب


في التناولة التالية سوف اتحدث عن احد فرسان اليمن وطيورها المهاجرة الذي استطاع اثبات ان اليمنيًين أُولوا قوة وأُولوا بأسِ شديد ،وان اليمن لازالت ولادة وحبلى بالكنوز والجواهر الثمينة التي يحق لنا ان نفتخر ونُفاخر ونُباهي بِها وبعطاءها الذي لن ينتهي حتى قيام الساعة.


عبدالقادر محمد عبدالله ناجي المنصوري المصعبي احد هؤلاء الفرسان والطيور المهاجرة بل الصقور المهاجرة والذي استطاع ان يشق طريقه نحو المجد ويحقق النجاح والتفوق والانتصارات عن جدارة تستحق الثناء والإعجاب والانبهار ..


لقد استطاع هذا الشاب البيحاني تحقيق البطولات الدولية فحصد الميداليات الذهبية والكؤوس والجوائز المختلفة بجهود ذاتية رغم كل الصعوبات التي واجهها بعزم الرجال وثبات الفرسان وبقوة والإيمان الذي لايتزعزع..

المنصوري يمني من ابناء محافظة شبوة عاش سنوات عمرة الاولى في مسقط رأسه ( الحرجة بيحان ) مثابرا كغيره من ابناء منطقته الذين يشقون طرقهم في التحصيل العلمي فوصل الى الصف الرابع الاساسي ثم انتقل مع والده وافراد اُسرته للعيش في المملكة العربية السعودية وهناك استمر في تحصيله العلمي حتى تخرج من الثانوية العامة بتفوق كبير ونسبة نجاح 92% من إحدى مدارس المملكة وفي هذه الاثناء جلس الأب وابنه الشاب عبدالقادر يفاضلان بين الكليات العلمية المرموقة التي سوف يكمل دراسته الجامعية فيها غير أن إرادة الله إختارت ان يكون والده محمد عبدالله ومعه ثلاثة من ابناءه ( اشقاء عبدالقادر) في ضيافة الرحمن ورحمته وجنته الفسيحة على إثر حادث مروري مؤسف، ففقد عبدالقادر والده وسنده ومعينه على ضروف الدهر القاسية، وعلى الرغم من هول الفاجعة وقوة الصدمة وقف عبدالقادر بكل ثبات وعزيمة لاتلين ، مستحضرا نصائح وتجارب والده التي عايشها معه لحظة بلحظة فنظر عبدالقادر إلى عيني امه الباكية والمكلومة لفقد ابناءها الثلاثة وشريك حياتها وسندها ومعيلها ونظر ايضا إلى عيون إخوته الذين رأوا فيه الاخ والاب والسند لاسيما وقد تذكر عبدالقادر تلك الطموحات التي طالما حلموا بتحقيقها في حياة والدهم الذي غادرهم دون سابق انذار او حتى مجرد كلمة وداع ، وهنا قرر الشاب عبدالقادر التوقف عن استكمال حلمة في الدراسته الجامعية مُجبرا على التوجه إلى سوق العمل لمواصلة رسالة والده تجاه الاسرة فحمل المسئولية مبكرا وبكل امانة وصبر وإخلاص وتفانِِ ، وكان فعلا الابن البار بامه والاخ الحنون باخوته ولازال كذلك حتى الان..


لقد تمكن عبدالقادر من حمل مسئوليتة تجاه اسرته الصغيرة وفي الوقت ذاته لم يهمل او يترك ممارسة رياضته المفضلة ( *الفنون القتالية المختلطة* ) والتي كان يمارسها منذ كان يافعاََ داخل المملكة العربية السعودية في بعض الاندية التي كان لها الفضل الكبير في صقل موهبته وتفجير طاقته في هذا المضمار الشاق الذي بدأه هاويا ثم محترفا وبطلا متوجا..


ولأن عين الله ترعاه، ودعوات امه تحرسة في حله وترحاله فقد تمكن الى جانب عمله في توفير متطلبات الحياة المعيشية ان يحقق العديد من البطولات في الفنون القتالية المختلطة ( mma) وتمكن من تحقيق الانتصارات وحصد الميداليات الذهبية والكؤوس وحصل على لقب البطل للاعوام 2022 ، 2023، 2024م على مستوى المملكة التي احتظنته وكانت له نعم الديرة والبلد وكان ناسها ومواطنيها نعم الجيرة والسند .


ولان طموحات عبدالقادر المنصوري المصعبي لاتتوقف فقد تمكن من المشاركة في البطولة العربية التي اقامتها منظمة (evo champion) في شهر يوليو الماضي بالقاهرة بجمهورية مصر العربية وحصل فيها على البطولة والميدالية الذهبية ثم شارك في البطولة التي نظمتها منظمة( sfc) في اغسطس الجاري 2025م في القاهرة ايضا وحصل على البطولة والجائزة الذهبية في الدقيقة الاولى من الجولة الاولى وهو نفس الوقت الذي حقق فيه إنتصاره في البطولة الاولى ..


وامام قدرات هذا الشاب ( عبدالقادر المنصوري البيحاني) لايسعنا إلا ان نقف بكل احترام وتقدير واعتزاز ، كما يحق لنا ان نتساءل الجهات اليمنية التي تعنى بالشباب والرياضة *( الوزارة والاتحاد )* عن دورها المفترض في دعم هذا الشاب ماليا ومعنويا لاسيما وقد رفع

*إسم وعَلَم الجمهورية اليمنية عاليا في المحافل الدولية*


فهل تصدقوا ياسادة ان هذا البطل الشبواني رغم مسئولياته الكبيرة في توفير سبل العيش لاسرته ( مأكل وملبس وإيجارات ) وغيرها من متطلبات الحياة فهو ايضا يتحمل نفقات إقامة المعسكرات الرياضية التي تسبق المباريات والبطولات ويتحمل تكاليف تذاكر السفر والاقامة ناهيكم عن صعوبة الدخول الى بعض الدول ومنها الخليجية بسبب عدم تمكنه من الحصول على فيزة بسبب جوازه اليمني ،وهنا نقول اين دور السفارات اليمنية ووزارة الخارجية وغيرها من الجهات التي يتوجب عليها القيام بمساندته وتذليل الصعوبات امامه ،واين دور وسائل الإعلام اليمنية ( الرسمية والاهلية ) التي يتوجب عليها تغطية الفعاليات والبطولات التي يقيمها هنا وهناك لما للإعلام من دور في التشجيع والتحفيز على حصد المزيد من الجوائز وذلك لان هذا الشاب يلعب باسم اليمن ولاشيء غير اليمن .