منذ مايقارب الشهر ونحن نسمع تعالي الاصوات من حكومة بن بريك معلنة إصلاحات شاملة وتعافي اقتصادي وهبوط في أسعار الصرف وهبوط للأسعار وفي نفس الخط انبرى اعلاميي الحكومة ومن سار في دربهم مبتهجين بالاسعار التي أصبحت تناسب الناس وأن هذه من منجزات الحكومة المباركة رغم أنهم اعادونا إلى نقطة كنا نرى اسعارها تكوي ظهورنا وصرنا اليوم نراها هي نفسها شافية لقلوبنا*
*وانا اقراء بعض المقالات الميتهجة رجعت استذكر اسعار المواد الغذائية وغيرها بداية هذه السنة ووجدت أنها كما هي اليوم مع أن الاختلاف أن في تلك الأيام يتباكى الكل في مقالاته ويندد بما وصلت اليه الاسعار من كارثة على الشعب وكم وصف هؤلاء رواتب المؤظفين بأنها فقط كيس قمح ودبة زيت مثلما نحن عليه اليوم في ابتهاجنا*
*جاء بن بريك على رأس الحكومة وهو لازال وزيرا للمالية وارتفع الصرف في وجوده ارتفاعا جنونيا في حين كنا نامل نزوله حتى أعلن عن عجزه في لقاء مع ممثلين عن الشعب في قصر معاشيق من ضمنهم الإعلامي الحر صلاح السقلدي*
*خروج الحضارم والخوف من انتشار ثورة الجياع كما هي عادة الشعوب العربية لاتخرج الا بعد عسر وإذا خرجت منها طائفة انتشرت العدوى في البلد طولا وعرضا كانتشار النار في الهشيم لذلك أسرعت الدول الخارجية خوفا على مصالحها لتهدئة الشارع وتخديره بالإصلاحات رغم أنها للان مازالت جعجعة دون طحين يلتمسه الشارع*
*حكومة تعلن عن استلام الودائع واسترداد الأموال بالمليارات وهي غير قادرة على توفير رواتب موظفيها تعتبر حكومة تعمل على الغش والخداع*
*اين الإصلاحات والعملة الصعبة تغادر للخارج اين الإصلاحات والمؤسسات والمحافظات لم تورد فلسا واحدا اين الإصلاحات والوكالات التي تضارب بالعملة مازالت موجودة ومازال التجار يتعاملون مع الحكومة وعسكرهم كأنهم مؤظفين معهم فلا رهبة ولاخوف من البيع بما يريدون*
*اين الإصلاحات يارئيس الحكومة ووزيرها المالي وانت من نقل المؤظف للبند الرابع بند الهبات والشحت وارسلته هدية للبنوك التجارية مدعيا قيامك بإصلاحات ستساعد المؤظف وجعلت البنك المركزي فارغا عاجزا عن القيام بمسؤولياته والطريف أننا اليوم نسمع عن ارجاع الرواتب للبريد في عمل يهدف لإصلاح المنظومة المالية ناسيا انك انت من أخرجته منها اصلا في تخبط واضح يوضح أنكم تسيرون فقط بالاملاءات الخارجية ولاتعرفون ماذا تعملون فأهم شي قرارات الخارج تنفذ مهما كانت لضمان المنصب والمكسب*
*لذلك اتركوا الكذب والزوبعة والزعامة التي كل الشعب يعرفها زعامة من ورق لاتستطيع فرض شي حيث كل شي يسير بالتراضي حتى في التعيينات الصغيرة حكومة شغلها فقط السمسرة في موارد الشعب مع الخارج وعملت على جباية شعبها دون رحمة فلا سلعة الا وفيها زيادة لعلان أو لزعطان من غير جبايات الطرق الإضافية على البضائع التي تبلغ الملايين يوميا*
*أقل شي استحوا ووفروا رواتب الموظفين البسطاء فقد بلغت الحاجة مبتغاها وانتم تطحنون الكذب للشعب ليتغذاه بكل وقاحة وسخرية*
*في الاخير هذه قصة من زمن الرجال الحقيقيين وهو الملك قطز ملك مصر لعلها تجلي غشاوة الأعذار*
*عندما قدم التتار باتجاه مصر بعد اسيلائهم على بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية والشام بعد اجتياح الشرق كله كان لابد من التجهز والاستعداد للدفاع عن مصر وشرف الأمة بأكملها فاجتمع الملك قطز مع علماء الأمة وكان فيها الشيخ العز بن عبدالسلام الذي قال يا أيها الملك عليك بأخذ أموال كبار الدولة من الوزراء والمماليك والقادة ثم بعد ذلك كبار التجار ومتى مااصبحوا متساويين مع الشعب عنئذ ناخذ من الشعب إذا لم تكفي لذلك فقام الملك قطز بأخذ الأموال من كبار الدولة واغنيائها لتجهيز الجيش قائلا لهم لقد نعمتم بأموال الشعب عقود طويلة أما الآن فقد حان الوقت لتصروفها للدفاع عن الوطن ودعم البلد وأهله فمن لم يدفع امواله سيزج به في سجن القلعة ونجعل جنودنا يذهبون ليأخذوا أمواله فتم دفع الأموال*
*هؤلاء هم الولاة وهؤلاء هم علماء الأمة فهل نتعظ ولو بشي يسير من تاريخهم تاريخ الرجال الحقيقيين نسال الله ذلك*