آخر تحديث :الإثنين-01 سبتمبر 2025-07:01م

يوم كنا عظماء..!!

الخميس - 28 أغسطس 2025 - الساعة 07:05 ص
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب



التفوق العلمي للعرب!!


لم تكن الأندلس حاضرة العالم الإسلامي فحسب، بل كانت مركزًا عالميًا يضيء دروب العلم والمعرفة، حيث كان الأوروبيون يعيشون في ظلام الجهل، فيرسلون أبناء الذوات للدراسة في جامعات الأندلس لينهلوا من علومها ومعارفها الغزيرة.

لقد اشتغل علماء المسلمين في مختلف فروع العلوم، حتى أنهم أسسوا علم الكلام عندما لم يجدوا ما يؤلفون فيه من صنوف العلوم والمعارف.


كانت الأندلس قبلة للعالمين في مجالات العلم والطب وغيرها، حيث بلغت حضارتها وتقدمها مستوىً عظيمًا، فتم إنشاء مستشفيات ضخمة يُرسل إليها المرضى من أوروبا لتلقي العلاج الذي يفتقدونه في بلدانهم.


ولنعي حجم التطور والرقي في الأندلس حينها، نُقدم رسالة لشاب فرنسي أُرسل للعلاج في مستشفى إسلامي بالأندلس، يصف فيها حال الطب في تلك الحقبة المضيئة، قبل حوالي ألف سنة، بأسلوب يعكس إنسانية المسلمين الرفيعة.


وجاء في الرسالة:

"والدي العزيز،

لقد ذكرت في رسالتك أنك ستبعث لي بعض النقود لمساعدتي في علاجي، لكني لا أحتاج إلى النقود على الإطلاق؛ فالعلاج في هذا المستشفى الإسلامي مجاني!

بل إن المستشفى يدفع لكل مريض يشفى مبلغ ٥ دنانير، بالإضافة إلى ملابس جديدة عند مغادرته، حتى لا يضطر إلى العمل خلال فترة النقاهة.


لو تفضلت وزرتني، فستجدني في قسم الجراحة ومعالجة المفاصل، بجانب غرفتي توجد مكتبة وصالون للمطالعة والمحاضرات، حيث يجتمع الأطباء يوميًا للاستماع إلى محاضرات الأساتذة.

أما قسم الأمراض النسائية فيقع في الجانب الآخر من ساحة المستشفى، ولا يُسمح للرجال بدخوله.

وفي الجهة اليمنى من الساحة، يوجد صالون كبير مخصص للمرضى الذين تماثلوا للشفاء، حيث يقضون فترة النقاهة، ويحتوي على مكتبة خاصة.


كل نقطة وكل مكان في هذا المستشفى يتميز بالنظافة الفائقة، فالفراش والوسائد مغلفة بقماش دمشقي أبيض، والأغطية من المخمل الناعم.

جميع غرف المستشفى مزودة بالماء النقي الذي يُوصل عبر أنابيب خاصة، وكل غرفة مجهزة بمدفأة لأيام الشتاء.

أما الطعام، فهو من لحم الدجاج والخضروات، حتى أن بعض المرضى لا يرغبون في مغادرة المستشفى لطعامه اللذيذ."


المصدر: التفوق العلمي في الإسلام، لأمير جعفر الأرشدي.