آخر تحديث :الإثنين-01 سبتمبر 2025-07:01م

الإسلام دين الحرية والتحرير

السبت - 30 أغسطس 2025 - الساعة 10:47 ص
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


جاء الإسلام ليحرر الإنسان من عبادة البشر إلى عبادة الله الواحد الأحد، ومن ظلم الأديان إلى عدل الإسلام. فقد أسّس الإسلام مبدأ الحرية على أسس راسخة، وكرّسها في نصوصه المقدسة، ليكون دينًا يرفع من قيمة الإنسان ويمنحه حق الاختيار دون إكراه أو إجبار.


وقد عبّر القرآن الكريم عن هذا المفهوم بوضوح لا لبس فيه، فقال تعالى:

1- (لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) البقرة 256

2- (وقل الحق من ربك فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) الكهف 29

3- (ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعاً أفانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) يونس99

فهل هناك وضوح أكثر من هذا.؟!


إن الله سبحانه وتعالى منح الإنسان حرية الاعتقاد وترك له مساحة واسعة للاختيار في أمور العقيدة، فضلًا عن شؤون الحياة العامة.


لكن بعض رجال الدين التقليديين خالفوا هذا النهج، ورفضوا الانصياع لأوامر الله، فحرّفوا النصوص وأولوها بما يتماشى مع مصالحهم وتزلفهم للحكام، على حساب جوهر الدين. فابتدعوا تفسيرات متعسفة لا تمت إلى روح النصوص بصلة، وخلقوا بذلك دينًا موازيًا، متجاهلين القرآن الكريم الذي تركوه خلف ظهورهم.


في المقابل، نجد نماذج مشرقة من علماء ومفكرين إسلاميين أدركوا قيمة الحرية التي دعا إليها الإسلام، وأكدوا على ضرورة احترامها.


فهذا الرئيس المصري الراحل محمد مرسي عندما سُئل عن حرية الاعتقاد أجاب:

> "المبدأ الشرعي هو حرية الاعتقاد، _لا إكراه في الدين_. هذا الأمر يكون بين العبد وربه، ولا شأن لأحد آخر به."

وكان ذلك قبل توليه الحكم، حتى لا يُقال إنه تغيّر بفعل السلطة.


أما الشيخ يوسف القرضاوي، فقد عبّر عن موقفه بوضوح حين سُئل: هل أنت مع حرية الاعتقاد؟

فأجاب:

أنا مع كل الحريات، وأقدّس الحرية. وقد قلت سابقًا إن الحرية مقدّمة على تطبيق الشريعة، وقد أغضب قولي هذا بعض الإسلاميين التقليديين

وعندما سُئل: هل تعتقد أن من حق المسلم أن يترك الإسلام ويعتنق دينًا آخر؟

قال:

الإنسان الحر من حقه أن يغيّر دينه وفق قناعته، حتى لا يكون منافقًا يظهر دينًا ويبطن آخر."


إن هذه المواقف تعكس جوهر الإسلام الحقيقي، الذي لا يقوم على الإكراه، بل على الإيمان الحرّ النابع من القناعة والاختيار.

فالإسلام، في أصله، دعوة إلى التحرر من القيود، وإلى بناء علاقة صادقة بين الإنسان وربه، دون وساطة أو إجبار.