في لوحة إنسانية تُجسّد أروع معاني الانتماء والعطاء، قدّم شباب محافظة أبين نموذجًا يُحتذى به في العمل التطوعي والروح الوطنية، حين بادروا إلى صيانة الطريق الدولي الرابط بين مديريتي زنجبار ومودية، بعد أن ظل لفترة طويلة مثقلًا بالحفر والتصدعات ومعاناة المسافرين.
قاد هذه المبادرة المباركة مجموعة من شباب أبين الأوفياء: إبراهيم الكازمي، فهد البرشاء، نبراس الشرمي، وماهر البرشاء، الذين خرجوا بعزيمة لا تلين وإصرار لا يعرف الكلل، ليصنعوا من إمكاناتهم البسيطة إنجازًا كبيرًا، أعاد للطريق سلامته، وللمواطنين راحتهم، وللمحافظة وجهها الحضاري المشرق.
إن ما قام به هؤلاء الشباب ليس مجرد إصلاح لطريق، بل هو رسالة أمل وحياة، ورسالة وفاء لأبين وأهلها، وتجسيد حي لقيمة العمل الجماعي وروح المسؤولية التي تميز أبناء هذه المحافظة العريقة. لقد أثبتوا أن الانتماء لا يُقاس بالكلمات، وإنما بالأفعال التي تترك أثرًا في حياة الناس وتبقى شاهدًا على الزمن.
إن أبناء أبين عبر التاريخ كانوا دومًا في مقدمة الصفوف، يقدمون الغالي والنفيس من أجل وطنهم، وها هم شباب اليوم يواصلون المسيرة ذاتها، ليبرهنوا أن المحافظة ما زالت ولّادة بالخير والعطاء، وأنها رافد لا ينضب من الطاقات الإيجابية التي تخدم الوطن والمجتمع.
من هنا، فإن هذه المبادرة المباركة تظل علامة مضيئة في سجل أبين، ونموذجًا يستحق أن يُحتذى في باقي المحافظات. إنها صورة صادقة لشباب أحبوا أرضهم فأعطوها من جهدهم ووقتهم، لتبقى أبين – كما كانت دائمًا – أرض الكرم والإرادة، وأرض الرجال الأوفياء.