يتواصل مدّ الوفاء مبحرًا في خضم صنيع الرجال، مصورًا بعدسة الحقائق المجردة من الأهواء، أيادي الخير والنماء التي تيبست وأخشوشنت من تتابع التضحيات وكثرة الإنجازات.
وما زلت أمسك أمانة القلم وتكليف الضمير لأوثّق وأدوّن العطاء الثري لقلوب صدقت، ونفوس وعدت، وهمم تعالت، وسواعد خدمت، وأقدام لم تتعب من كثرة المسير ولم تكلّ من إنجاز الخير الوفير، فكان الوفاء بالوفاء.
أتدرون من يقف خلف كل هذا... هم الرجال الذين شقّوا طرقاً ملتوية كالافعى وتعبيدها وسط سلسلة جبلية منحدرة شديدة الصلابة والوعورة لتربط القرى بالقرى والجبل بالسهل، فذكرهم جميعاً يحتاج إلى مئات المقالات للوفاء بحقهم، ولكن عينة من أولئك على سبيل المثال وليس الحصر، فيافع كلد معدن الرجال ومنها هذا الرجل الذي مهما كتبنا عنه لن نوفيه حقه، بهذا الاسطر المتواضعة.
إنه مهندس المشاريع الخيرية، كروان مديرية سرار، وملهم حب الخير، والناشط في المشاريع الخيرية والثقافية والسياسية والرياضية والاجتماعية، ورجل المهام الصعبة الذي تعدّت شهرته حدود مديرية سرار، الأستاذ علي ناصر الحامدي أبوناصر.
تتبرج سيرته الذاتية من المفاتن ما يلجم اللسان، ومن المحامد ما يعجز البيان، ومن التداعي ما يبهر بني الإنسان، ومن الألق والتوهج ما يضيء الأركان.
ففي تدوين التواريخ فان يوم الخميس الموافق ٢١ أغسطس ٢٠٢٥م، يعد علامة فارغة في مديرية سرار يافع بمحافظة أبين، فقد شهدت ميلاد إنجاز استثنائي تمثل في افتتاح مشروع طريق رهوة الفلاح – حَمة، وهو مشروع طال انتظاره لعقود، جرى تنفيذه بجهود ذاتية من الأهالي ومساهمات رجال الخير والمغتربين من أبناء يافع، في ظل غياب الدعم الحكومي.
هذا المشروع الذي وُصف بالصرخة الميلادية، اعتُبر منجزًا استثنائيًا سيُخفف كثيرًا من معاناة الأهالي في التنقل من وإلى مناطقهم الريفية، بعد أن ظلت المنطقة محرومة من أبسط الخدمات الأساسية بسبب وعورة الطريق السابقة وكان يقف خلفه الحامدي وخلفه الايادي البيضاء والمغتربين.
وقد تكلل إنجاز المشروع، بتكريم مدير المشروع الأستاذ علي ناصر الحامدي وطاقمه، تقديرًا لجهودهم الكبيرة في إدارة المشروع وتحويل الحلم إلى حقيقة، وعطفاً على ذلك نجد مؤسسة يافع للتنمية الى جانب مؤسسة ابوحسين العطوي للمقاولات العامة وفريق العمل ورجل الخير ابوانس صافي الصافي رجل مبادرات وكذلك اهالي منطقة حمة، الذين شكلوا خلية نحل واحدة، فهزموا صلابة الجبال، وأصبح الحلم واقع ملموس.
إن ما تحقق يظل شاهدًا حيًا على أن العزيمة والإصرار تصنع المعجزات، وما نحن إلّا ناقلون لوفاءٍ يستحقه رجال صدقوا ما عاهدوا عليه، وفي مقدمتهم الأستاذ علي ناصر الحامدي، الذي نرفع له عبر هذه الأسطر المتواضعة خالص الشكر والعرفان.