آخر تحديث :السبت-13 سبتمبر 2025-01:06م

لا تضيّعوا سالم ثابت

الجمعة - 12 سبتمبر 2025 - الساعة 02:29 م
ماهر البرشاء

بقلم: ماهر البرشاء
- ارشيف الكاتب


لو كنتُ مكان رئيس المجلس الانتقالي، اللواء عيدروس الزبيدي، لما ترددت لحظة واحدة في تعيين سالم ثابت العولقي نائبًا له ومنحه كافة الصلاحيات..


وذلك لسببين جوهريين:


أولًا: لأن سالم ثابت استطاع أن يوحّد القلوب والكلمة بأخلاقه الرفيعة، وجعل الجميع يتفقون على بقائه ونيله أي منصب يتولاه، كونه كفاءة نادرة وصحائفه بيضاء ناصعة.


ثانيًا: لأنه يختلف عن كثيرين ممن عاصرناهم، لدرجة أنه جعل حتى أعداء المجلس الانتقالي يحترمونه ويحبونه، بل ويتفقون معه ومع آرائه، وهذا وحده أكبر دليل على نجاحه في الدفاع عن قضيته بأسلوب راقٍ وجميل، جعل خصومه يؤمنون بعدالتها.


سالم ثابت لم يكن مسؤولًا عاديًا؛ بل كان الوحيد الذي ظلّت أبوابه مفتوحة للجميع، لا لي وحدي بل لكل الأطراف السياسي، جلس مع المختلفين، حاورهم، ولم يجعل من الخلاف خصومة أو قطيعة، الجميع كانوا يحترمونه ويحترمون رأيه وحريته، وما زالوا حتى اللحظة.


لم يحوّل القضية الجنوبية إلى ساحة للمناكفات على (فيسبوك) ولا إلى منصة للسباب والتخوين على (إكس)، لم يُهِن أحدًا باسمها، ولم يُخوّن من يخالفه الرأي كما يفعل بعض المحسوبين على المجلس الانتقالي مع الأسف الشديد...


أذكر أنني في إحدى الجلسات قلت له: يا صديقي، بعض الإعلاميين المحسوبين على الانتقالي جعلوا من القضية مطيّة لتصفية الحسابات، وكل من اختلف معهم خوّنوه بلا وازع.


ابتسم سالم بابتسامة عريضة ورد قائلًا: هؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم يا ماهر، والألفاظ البذيئة لمجرّد اختلافٍ في الرأي ليست سوى دليل على تحجّر العقول.


نعم، القضايا لا ترتبط بالأشخاص، لكن سالم ثابت استطاع أن يكون خير سفير لقضيته، وأدخلها إلى قلوب كل من عرفوه أو جالسوه.


لهذا ومن قلب مُحب ناصح أقول: لا تضيّعوا سالم ثابت.