آخر تحديث :الخميس-18 سبتمبر 2025-11:35م

عربدة إسرائيلية وانبطاح عربي .. الشرق الأوسط على صفيح ساخن

الإثنين - 15 سبتمبر 2025 - الساعة 07:28 ص
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


في مشهد يعكس تحولات خطيرة في ميزان الردع الإقليمي، نفذت إسرائيل هجومًا جريئًا على وفد حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، مستهدفة قيادات بارزة في لحظة تفاوض حساسة حول وقف إطلاق النار⁽¹⁾⁽²⁾.

هذا التصعيد غير المسبوق خارج الأراضي الفلسطينية يكشف أن الكيان الإسرائيلي لم يعد يعترف بأي خطوط حمراء، لا جغرافية ولا دبلوماسية، في سعيه لتصفية خصومه أينما كانوا.


*🔥 من الدوحة إلى العواصم العربية: لا أحد بمنأى*


الهجوم الإسرائيلي على أرض قطر، الدولة التي تلعب دور الوسيط في مفاوضات التهدئة، لم يكن مجرد عملية عسكرية بل رسالة سياسية صريحة: لا حصانة لأحد، ولا اعتبار لسيادة الدول. فهل باتت العواصم العربية مجرد ساحات مفتوحة أمام الطائرات الإسرائيلية؟ وهل أصبح اغتيال الخصوم في غرف الفنادق جزءًا من أدوات السياسة الخارجية لتل أبيب؟


*تطبيع فوق الطاولة وخدمات تحتها*

في ظل هذا التصعيد، تبرز مفارقة مؤلمة: معظم دول الخليج العربي منخرطة في علاقات تطبيع معلنة مع إسرائيل، بينما تقدم من خلف الكواليس خدمات استراتيجية للولايات المتحدة وتل أبيب.

ومع ذلك، فإن هذا الانبطاح لم يشفع لها، ولم يمنحها حصانة من الاستهداف أو الابتزاز السياسي. فإسرائيل، كما يبدو، لا تميز بين حليف وخصم حين يتعلق الأمر بمصالحها الأمنية.


*العين الإسرائيلية نحو مصر والأردن وتركيا*

المؤشرات الأمنية والسياسية تشير إلى أن إسرائيل، بدعم أمريكي واضح، تضع نصب أعينها دولًا أخرى في المنطقة.

مصر والأردن، رغم اتفاقيات السلام، لم ينجوا من التهديدات الإسرائيلية المتكررة، وتركيا التي تتأرجح بين التصعيد والتهدئة، تواجه ضغوطًا متزايدة.

فهل نحن أمام مرحلة جديدة من "تصفية الحسابات" الإسرائيلية في المنطقة؟

وهل ستبقى العواصم العربية رهينة لردود الفعل الباردة؟


*أين الموقف العربي؟*

في ظل هذا المشهد، يغيب الموقف العربي الموحد، وتغيب الإرادة السياسية القادرة على ردع هذا التغول الإسرائيلي. فهل باتت السيادة الوطنية مجرد شعار؟

وهل أصبح الصمت العربي هو الرد الرسمي على كل انتهاك صهيوني.؟!



هوامش:

[1] أول بيان من حماس تعليقا على الهجوم الإسرائيلي في الدوحة: نؤكد فشل العدو في اغتيال قادتنا

[2] مصدران لرويترز: نجاة وفد حماس من الهجوم الإسرائيلي على الدوحة